يعد المهرجان الدولي للفنون التشكيلية في مدينة المحرس التونسية من أبرز التظاهرات في مجاله عربياً وعالمياً. وقد تم الإعلان عن برنامج الدورة الثامنة عشرة التي ستعقد من 22 تموز يوليو إلى 6 آب أغسطس 2005. والمحور هو"فن المناخات، فن البيئة"ويشارك فيه أكثر من مئة فنان ومبدع وناقد وباحث في مجال الفن التشكيلي من مختلف أنحاء العالم يمثلون أكثر من 24 دولة منها: تونس والجزائر والمغرب وليبيا ومصر والأردن والسودان والعراق وسورية والكويت والسنغال وتركيا وسلطنة عمان والمملكة العربية السعودية وفرنسا وبلجيكا وهولندا والدنمارك وألمانيا وإسبانيا والسويد وبريطانيا وبلغاريا ومقدونيا. وتشرف على تنظيم هذا الاحتفال التشكيلي سنوياً جمعية مهرجان الفنون التشكيلية في المحرس. وقال رئيسها الفنان التشكيلي يوسف الرقيق في تصريح خاص بپ"الحياة":"إن المهرجان هو لقاء بين الفنان والفنان في فضاء مفتوح مع الناس، استلهاماً من الإنسان ومن المحيط وهو مكان للاستيحاء والتعبير والإبداع بحرية مطلقة. إنه فضاء حر فيه يعبر الفنان من دون قيود". وأضاف متحدثاً عن أهم الصعوبات في المهرجان:"أصبح مهرجاننا محطة دولية مهمة لعشاق الفن التشكيلي، ومع ذلك ما زلنا نعاني صعوبات عدة أهمها المادية. فمع أنه يعد من المشاريع الإنسانية التي تعنى بالإبداع والإنسان وتمكن من إحداث تغيير جذري في مدينة المحرس وحولها مدينة / متحفاً عالمياً للفن التشكيلي بعد أن كانت غارقة في أنواع شتى من التلوث، فإن منظمات المجتمع الدولي وعلى رأسها اليونسكو تتجاهل، وفي هذا تقصير كبير تجاهه، لأن هذه المنظمة التي تدعي حماية التراث الإنساني كان في إمكانها أن تتخذه نموذجاً لتعميم تجربته الإنسانية والفنية على المدن المهددة بأنواع كثيرة من التلوث، إلا أن اليونسكو لها إهتمامات أخرى أشك في جدواها". ويتضمن برنامج المهرجان فقرات عدة أبرزها: الندوة الفكرية العالمية وموضوعها القيم الجمالية وسوق الفن:"التقاء أم تناقض"وهي ستبحث إشكاليات عدة منها سلطة الذائقة وتأثيرها في سوق الفن وعناصر النجاح لسوق فنية منظمة وإيجابية من خلال نشر الثقافة الجمالية النقد الفني/ المتاحف/ الإعلام والاستثمار الخاص. وسيتم طرح مسألة الرهانات والتحديات التي تواجهها الأسواق العالمية للفن، إضافة إلى تأثير تكنولوجيا الاتصال الحديثة في هذا المجال. ويشرف على هذه الندوة التشكيلية سامي بن عامر أمين عام اتحاد الفنانين التشكيليين التونسيين. وستنظم ندوات يومية طوال أيام المهرجان، تهدف الى تعميق الحوار حول قضايا الفن التشكيلي بين الفنانين والنقاد والجمهور. وأكد إسماعيل حابه الكاتب العام للمهرجان أن أهم ما يتميّز به مهرجان المحرس هو الورشات، وستعمل الدورة الجديدة على أن تكون الورشات جماعية وفردية وأن تستقطب أكبر عدد ممكن من الشبان وطلاب المعاهد العليا والضيوف من المبدعين والفنانين الذين سيتوزعون على سبع ورشات أولاها ورشات الفضاءات المفتوحة التي ستنقسم بحسب الاختصاصات الآتية: نحت، جداريات، نصبيات، وفي إطارها ينجز الفنانون أعمالاً إبداعية في الهواء الطلق تساهم في إضفاء مسحة من الجمالية على الفضاء المعماري وتحول المدينة متحفاً مفتوحاً، ما يساهم في نشر القيم الجمالية ويثقف العين. وثانيتها ورشات التواصل والإنجاز وهي تعمل من منطلق الاستفادة من فرص اللقاء التي منحها المهرجان للفنانين الذين قدموا من أوطان وثقافات مختلفة فتوفر هذه الورشات كل ما يحتاجه الفنانون من شروط التواصل والحوار في ما بينهم لإنجاز مشاريع مشتركة. وثالثتها ورشات الاختصاص وهي فردية للفنانين المحترفين والهواة وموزعة بحسب الاختصاصات الآتية: الرسم الزيتي والمائي، النحت، الحفر، القولبة، الخط، التصوير الضوئي. وتماشياً مع شعار الدورة ستبعث ورشة للعناية بالبيئة، بالشراكة مع الجمعيات الشبابية.