وسط مشاركة 86 شخصية اسلامية، ومسيحية، ويهودية أميركية وفرنسية ومقاطعة رجال دين مسلمين ومسيحيين مثل الشيخ يوسف القرضاوي والبابا شنودة، بدأ مؤتمر الدوحة الثالث لحوار الأديان أعماله بدعوة أطلقها أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني لأصحاب الديانات السماوية الثلاث الى"التعاون المشترك لحل الصراعات المزمنة". ودعا أمير قطر أيضاً الى دعم الحوار من خلال تطوير المعرفة المتبادلة بين الاسلام والمسيحية واليهودية، مشدداً على أهمية ترجمة المراجع الأساسية للديانات الثلاث الى اللغة العربية واللغات الأجنبية المهمة. كما طالب ب"التركيز في الحوار على المواضيع الاجتماعية والثقافية لتحقيق التعاون الذي ننشده". ولم تشارك في المؤتمر شخصيات اسرائيلية، على رغم توجيه دعوة الى ثلاثة حاخامين يُعتقد بأن عدم وضعهم ضمن المتحدثين الرئيسين في المؤتمر حال دون حضورهم. كما أفادت وكالة الأنباء الفرنسية بأن بعض الشخصيات الإسلامية والمسيحية، من بينهم الشيخ يوسف القرضاوي والبابا شنودة بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، امتنع عن الحضور على خلفية دعوة حاخامات إسرائيليين. وكان الشيخ القرضاوي اعتذر عن عدم حضور المؤتمر، على رغم مشاركته في مؤتمرين سابقين للحوار الاسلامي - المسيحي، وهو موجود الآن في تركيا لحضور مؤتمر آخر. الى ذلك، تحدث ممثل المؤسسات اليهودية في فرنسا برنار كانوفيتش باسم اليهود في المؤتمر، مؤكداً أهمية اجراء حوار مثمر من أجل الأجيال المقبلة. وفيما دعا المسلمين والمسيحين واليهود الى"الصلاة ليدخل النور الى قلوبنا ويتبدد الظلام"، أعرب عن"فخره"بأن يكون أول من يتحدث باسم اليهود في المؤتمر، منوهاً بالتقاليد الفرنسية وتجربة التعايش في فرنسا. وفيما رأى أمير قطر أن كل حوار ذي طبيعة دينية يتسم"بحساسية خاصة"، اعتبر أن العقبة النفسية التي لها علاقة مباشرة بالموروث الثقافي هي"إحدى العقبات الأساسية التي ينبغي تجاوزها ليعطي حوارنا ثماره". وانتقد الأمير"اغفال"بعض البحوث والدراسات المعنية بالبعد الثقافي المهم للظاهرة الاسلامية، والذي يُعبر في بعض أوجهه عن رفض هيمنة الشمال الغني المتمثل في الغرب عموماً، والتهميش الذي عانت منه الشعوب الاسلامية. ولفت الشيخ حمد الى"المنطق الاستشراقي الذي قام على إبراز ما بين الشرق والغرب من تناقضات الى حد بلغ أحياناً مشارف التفكير العنصري والمتعصب ضد كل ما هو ليس غربياً ليجسد مواقف تحتاج الى اعادة نظر". وقال أن علينا أن نسعى من خلال حلقات الحوار لأن نجري مراجعة نقدية للتاريخ العربي الاسلامي على أساس أنه تسلسل منطقي وطبيعي لعمليات تحول سياسية واقتصادية واجتماعية تفضي الى تداعيات متوقعة وطبيعية وليس تفسير الظاهرة الاسلامية الحديثة على أنها مجرد رد فعل محافظ ورجعي ضد التغيير والتحديث. وشدد على أن"الانطلاقة الآن يجب أن تستند الى رغبة جادة في اعادة التواصل مع الموروث الحضاري والثقافي للآخر من أجل تكوين منظومة انسانية مشتركة تخلو من العدوانية". في المقابل، تحدث رئيس مجلس كنائس الشرق الأوسط للكاثوليك الأنبا يوحنا قلته عن الحالة الروحية في عالم اليوم، مشدداً على أنه ليس أمام البشرية الا درب للتعايش والبناء والسلام. أما كلمة المسلمين فألقاها الدكتور علي محي الدين القرة داغي رئيس قسم الفقه والأصول في كلية الشريعة في جامعة قطر وعضو المكتب التنفيذي للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين. وقال داغي أن القرآن الكريم هو كتاب حوار، مضيفاً أن الاسلام يشدد على الحوار والدعوة بالتي هي أحسن. ووجه انتقادات شديدة الى الاحتلال في فلسطين والعراق، مشدداً على المقاومة المشروعة للمحتل في كل الأديان. وتابع أن العنف والارهاب موجودان لدى فئة قليلة من جميع أهل الأديان