دفعت إسرائيل بمزيد من القوات الى الضفة الغربيةالمحتلة بحثاً عن ثلاثة شبان اسرائيليين فقدوا قرب مستوطنة في الخليل، جنوبالضفة الغربية، في 12 الشهر الجاري، واعتقل الجيش الاسرائيلي أمس 36 فلسطينياً ليرتفع بذلك عدد المعتقلين منذ بدء الحملة الاسبوع الماضي الى 570 معتقلاً، فيما لفت مراقبون الى نفاد بنك الاهداف الاسرائيلية. ودهم الجيش الاسرائيلي أمس عدة مؤسسات، منها مؤسسة اعلامية في رام الله تقدم خدمات لعدة قنوات بينها تلفزيون القدس في بيروت، ومركز نون للدراسات الاسلامية في مدينة البيرة، وجمعية الاغاثة الاسلامية في مدينة جنين، ومحل للصرافة في نابلس، وصادر منها أجهزة حاسوب ووثائق. وفي قرية حارس في نابلس، استشهد المواطن جميل عبد الجابر (60 عاماً) بجلطة قلبية عندما اقتحم الجيش الاسرائيلي منزله. وشيع اهالي القرية عبد الجابر كما يشيع الشهداء. ودهم الجنود الجامعة العربية الاميركية في جنين، واقتحموا مقار الكتل الطلابية وصادروا محتوياتها. وقال مواطنون ان الجنود سرقوا اموالاً نقدية خلال عمليات البحث والتفتيش. وتعمد الجنود قلب اثاث البيوت اثناء عمليات الدهم. وشملت حملة الاعتقالات المستمرة العشرات من الاسرى المحررين في صفقة تبادل الاسرى عام 2011 بين حركة «حماس» واسرائيل، التي اطلقت عليها «حماس» اسم صفقة «وفاء الأحرار»، واطلقت عليها اسرائيل اسم «صفقة شاليت». وشملت هذه الاعتقالات ايضاً 20 نائباً في المجلس التشريعي، بينهم رئيس المجلس عزيز دويك. وواصل الجيش الاسرائيلي نصب الحواجز في مختلف انحاء الضفة الغربية، بخاصة في منطقتي الخليل وبيت لحم. وقال مواطنون قادمون من بيت لحم الى رام الله ان الجنود الاسرائيليين يفتشون كل سيارة مارة ما يؤدي الى تعطيل وتأخير المرور لساعات طويلة. وروى أحد المواطنين ان رحلته من بيت لحم الى رام الله استغرقت ثلاث ساعات من الانتظار على الحاجز العسكري. وتمنع السلطات سكان الخليل من التنقل في الضفة الغربية، وتمنع من تقل اعمارهم عن الخمسين من السفر الى خارج البلاد، وهو ما ألحق خسائر فادحة بسكان المحافظة. وقال محمد الحرباوي رئيس ملتقى رجال الاعمال الفلسطينيين في الخليل، أن الاجراءات الاسرائيلية أدت الى خفض الانتاج في المحافظة بنسبة 50 في المئة، موضحاً ان الخسائر اليومية للمحافظة تبلغ اثني عشر مليون دولار. وطالب رئيس الوزراء رامي الحمد الله المجتمع الدولي بالتدخل العاجل للضغط على إسرائيل وإلزامها بوقف حملتها العسكرية وحملة الاعتقالات التي طاولت مئات المواطنين، بخاصة الأسرى المحررين الذي أمضوا عشرات الأعوام في السجون الاسرائيلية. وقال رئيس الوزراء خلال جولة قام بها امس في مدينة نابلس ان «على المجتمع الدولي والمؤسسات الدولية تحمل مسؤولياتها القانونية والأخلاقية في التدخل الفوري لإنقاذ حياة الأسرى الإداريين المضربين عن الطعام منذ 59 يوماً، وإلزام إسرائيل بالإفراج عنهم من دون قيد أو شرط». وأضاف الحمد الله: «ان القيادة والحكومة تجريان كافة الاتصالات من أجل حماية أسرانا، وإلغاء سياسة الاعتقال الإداري التي يمارسها الاحتلال بحقهم». وزار رئيس الوزراء خلال الجولة خيمة التضامن مع الأسرى في سجون الاحتلال المقامة في وسط المدينة. ويرى كثير من المراقبين ان اسرائيل استنفدت بنك اهدافها في الضفة الغربية في هذه الحملة التي تطلق عليها اسم «عودة الاخوة» في اشارة الى المستوطنين المفقودين. وكانت السلطة الفلسطينية عملت على تفكيك حركة «حماس» في الضفة الغربية عقب سيطرة الاخيرة على قطاع غزة عام 2007 وقيامها بمصادرة مؤسسات السلطة وحركة «فتح». وعملت السلطة في هذا السياق على نقل ادارة المؤسسات والجمعيات الخيرية الاسلامية التي كانت تديرها حركة «حماس» الى شخصيات تابعة لها. ولجأت السلطات الاسرائيلية الى اغلاق عدد من هذه المؤسسات رغم انها تابعة للسلطة، وهو ما اعتبره المراقبون حتى في اسرائيل دلالة على نفاد بنك الاهداف الاسرائيلية.