قد يكون الفارق بين 9.77 ثانية و10.06 ثانية، ضئيلاً جداً لا يتجاوز رمشة عين، ولكن هذا الفارق، وهو ليس فقط اقل من ثانية واحدة وإنما يبلغ تحديداً 0.29 من الثانية، تطلب مرور 93 عاماً كي يصل إلى ما هو عليه اليوم. هذا الرقم 9.77 ثانية هو الزمن الجديد لأسرع رجل في العالم الذي سجله الجامايكي اسافا باول في اثينا، ولكن مع ذلك لا يعتقد احد انه سيبقى في قمة الارقام القياسية لسباق 100متر إلى الأبد، حتى باعتقاد حامل الرقم الجديد، الذي قال:"لا أحد يدري السرعة القصوى التي بإمكان اي رجل ان يعدوها". وخبراء اللعبة مقتنعون ان رقم باول القياسي سيحطم، لكن المسألة هي متى واين وما الفارق الزمني؟ وعندما سئل هارولد ابراهام، بعدما عادل الرقم القياسي ليحرز ذهبية اولمبياد 1924،"الى متى سيبقى الرقم القياسي يتحطم؟"أجاب قائلاً:"سيبقى يتحطم من هذه اللحظة الى ان تتوقف المسابقة". في العام 1892 اصبح البريطاني سيسل لي حديث الساعة عندما نجح في دورة ألعاب الكومونويلث بتحقيق رقم جديد في سباق 100متر بلغ 10.7 ثانية، حتى ان الصحف العالمية في ذلك الوقت شككت في ان يتحطم هذا الرقم، لكن منذ ذلك الوقت، وحتى قبل ايام قليلة قضم منه 0.93 ثانية. وتوقع رئيس قسم الاحصاءات في الاتحاد الوطني لألعاب القوى بيتر ماثيوز تكرار تحطيم الارقام، وقال:"انها فقط مسألة وقت. قد يحطم الرقم هذا الصيف، واذا اتيحت الاجواء الملائمة فان الرقم قد يصل الى 9.6 ثانية، واذا نظرنا الى روتين تحطيم الارقام خلال السنوات الماضية، فان الرقم الجديد لا بد من ان يحطم". لكن السؤال الأهم هو: متى يتوقف مسلسل التحطيم؟ وهل هناك سرعة قصوى يمكن ان لا يفوقها جسم العداء الرياضي؟ تجاوب خبيرة اللياقة البدنية في الاتحاد الاولمبي البريطاني كايت اوين:"لا ندري ماهية السرعة القصوى او اكبر قوة لجسد الانسان في شكل عام... الانسان في كل انحاء العالم اصبح اكبر حجماً واكبر قوة وهذا بوضوح يتصل بطريقة الغذاء واتباع انظمة صحية افضل من الماضي... واذا سئلنا كم مرة سيستمر تحطيم الارقام القياسية في ألعاب القوى، فالجواب سيكون لا احد يدري، ولكن الحقيقة هي اننا سنستمر بان نكون اسرع من السابق والارقام القياسية ستستمر بالتحطم". واعترفت اوين بأن لدى رياضيي اليوم أفضليات كثيرة على سابقيهم، وتوضح:"اتباع الأنظمة الغذائية الصحية والتدريبات الصحيحة وتوافر فرق طبية لتقديم النصح والارشادات كلها تطورت في الآونة الاخيرة، وحتى التكنولوجيا سخرت لخدمة الرياضيين في هذه الايام، وحتى الاحذية الرياضية اكثر تطوراً وملاءمة مقارنة بما كانت عليه قبل 20 او 30 سنة". لكن بيتر ماثيوز يؤكد ان تحطيم الارقام القياسية وتسجيل اخرى جديدة امر اكيد ولا محال منه لان هناك عوامل كثيرة ستساعد العداء على بلوغ هدفه لم تكن متوافرة لأسلافه. ويوضح:"من العوامل المهمة درجات الحرارة عندما يبدأ السباق، وسرعة الرياح ونوع مضمار السباق، فإذا كانت ظروف السباق غير مشجعة فلن يتحطم الرقم القياسي ولكن تحت الظروف الايجابية والمساعدة وخصوصاً سرعة الرياح فان العداء سيكون مهيئاً لتسجيل رقم قياسي جديد". واكمل:"سرعة الرياح متران في الثانية خلف العداءين مهمة جداً في السباقات القصيرة، فهي تقضم نحو 0.2 ثانية في سباق 100 متر، وعلى سبيل المثال، عندما سجل الاميركي موريس غرين رقمه القياسي في العام 1999 9.79 ثانية فانه فعل ذلك من دون معاونة الرياح واعتقد انه كان بإمكانه تسجيل رقم قياسي بنحو 9.65 ثانية لو ساندته الرياح". وتعود فكرة البحث عن اسرع رجل في العالم للمرة الاولى الى العام 776 قبل الميلاد، وتحديداً في اليونان، ونجح عداء يدعى كوروبس بالفوز بجائزة"ستالديون"لأسرع عداء، بقطعه مسافة 193 متراً. ومنذ ذلك الوقت كان الرياضيون على دراية بأن الجيل التالي سيحطم ارقامهم القياسية لأنه سيكون اقوى واسرع ولأن المعدات والاجهزة ووسائل التدريب وانظمة الغذاء ستكون دائمة التطور. ويعتبر ماثيوز انه كان بإمكان ألمع الاسماء في سباق 100متر كجيسي اوينز وجيم هاينز وكارل لويس، تحطيم رقم باول، لو انهم خاضوا سباقاتهم اليوم، وتوفر لهم في ايامهم ما هو متوافر لعدائي اليوم، ويقول:"جيسي اوينز كان رياضياً رائعاً في الثلاثينات وهو اعتزل ممارسة الرياضة وهو في ال21 من العمر وانا متأكد من انه لو مارس لعبته اليوم فإنه سيحمل عدداً كبيراً من الأرقام القياسية". وفي المقابل، فان الارقام القياسية للسيدات تحطمت بسهولة اكبر من سباقات الرجل في العقد الاخير، ويعتقد بعض المحللين انه قد يأتي اليوم الذي تسجل فيه سيدة رقماً قياسياً اسرع من رقم الرجل في سباق 100 متر، لكن ماثيوز شكك في هذا الامر، معتبراً ان الاختلافات في التركيبة الجسدية ستمنع المرأة من التفوق على الرجل، ليس في سباق 100متر فحسب، وانما في غالبية الرياضات. تسلسل تحطيم الرقم القياسي لسباق 100 متر 1912: الاميركي دونالد ليبنكوت في ستكولهوم 10.06 ثانية. 1921: الاميركي تشارلز بادوك في ردلاندز الاميركية 10.04 ثانية. 1930: الكندي بيرسي ويلياكز في تورنتو 10.03 ثانية. 1936: الاميركي جيسي اوينز في شيكاغو 10.02 ثانية. 1956: الاميركي ويلي ويليامز في برلين 10.01 ثانية. 1960: الالماني ارمين هاري في زيوريخ 10 ثوان. 1968: الاميركي جيم هاينز في المكسيك 9.95 ثانية. 1983: الاميركي كالفن سميث في كولارادو سبيرنغز 9.93 ثانية. 1988: الاميركي كارل لويس في سيول 9.92 ثانية. حزيران يونيو 1991: الاميركي ليروي باريل في نيويورك 9.90 ثانية. اب اغسطس 1991: كارل لويس في طوكيو 9.86 ثانية. 1994: ليروي باريل في لوزان 9.85 ثانية. 1996: الكندي دونوفان بايلي في اتلانتا 9.84 ثانية. 1999: الاميركي موريس غرين في اثينا 9.79 ثانية. 2002: الاميركي تيم مونتغوميري في باريس 9.78 ثانية. 2005: الجامايكي اسافا باول في لثينا 9.77 ثانية.