قتل 17 عراقياً وثلاثة جنود اميركيين امس واصيب عدد آخر من المدنيين والعسكريين بجروح، في سلسلة هجمات وتفجيرات انتحارية في انحاء متفرقة من العراق. وكان انفجار سيارة ملغومة في وقت متأخر من مساء الجمعة شمال غرب بغداد اسفر عن مقتل 11 شخصاً وجرح 29 آخرين. وقالت الشرطة العراقية ان هجوماً بالأسلحة الرشاشة على حافلة صغيرة لنقل الركاب شنه مسلحون مجهولون في منطقة اللطيفية اسفر عن مقتل 11 شخصاً واصابة ثلاثة آخرين بجروح. واوضحت ان الحافلة كانت تقل 13 من عمال البناء من اهالي مدينة جبلة في طريقهم من بلدة الحلة الجنوبية الى بغداد عندما اقتربت منها سيارتان من الجانبين وهاجمها مسلحون فيهما. ووقع الحادث بين مدينتي اللطيفية والاسكندرية على الخط السريع. وتقع اللطيفية ضمن"مثلث الموت"الى الجنوب من بغداد وتعتبر حالياً من اخطر المناطق بسبب كثرة العمليات التي تشهدها بشكل شبه يومي. وقتل عراقيان يعملان في احدى شركات الامن الخاصة بنيران القوات الاميركية فيما عثر على جثتين لمواطنين سودانيين شمال غربي بغداد. وذكر مصدر في الشرطة طلب عدم ذكر اسمه ان دورية للقوات الاميركية اطلقت النار في منطقة الشعلة شمال غربي بغداد"على قافلة مكونة من أربع سيارات حديثة من نوع بيجو تستعمل من قبل احدى الشركات الاجنبية للحماية الخاصة العاملة في بغداد والتي تتخذ من فندق السدير في بغداد مقراً لها". واضاف المصدر ان اطلاق النار"أسفر عن مقتل اثنين من الحراس العراقيين واصابة اثنين اخرين بجروح". وتابع ان جنود الدورية الاميركية بعد ان تحققوا من الامر"قاموا بنقل القتلى والمصابين الى مستشفى عسكري اميركي". وفي الشعلة، قال المتحدث ان دورية للشرطة العراقية"عثرت في وقت مبكر من صباح السبت على جثتين لمواطنين سودانيين مصابتين بطلق ناري ومرميتين على الطريق العام". وكانت المنطقة شهدت في وقت متأخر من يوم امس انفجاراً لسيارة ملغومة اسفر عن مقتل 11 شخصاً واصابة 29 آخرين جميعهم من المدنيين. وقال المصدر ان الشرطة"لم تعرف حتى الآن اسباب مقتل هذين الشخصين وان كانت تشك في انهما قتلا بشأن انفجار السيارة المفخخة في المدينة يوم الجمعة". من جهة ثانية، قال وزير الداخلية العراقي بيان جبر ان احد الافراد السابقين في وحدة كوماندوس بالشرطة العراقية فجر نفسه امس في محاولة فاشلة لاغتيال محمد القريشي قائد"لواء الذئب"المثير للجدل، مما ادى الى مقتل ثلاثة من افراد القوة في العملية. واوضح جبر ان ضابطاً أصيب بجروح عندما دخل المهاجم وهو فرد سابق في هذا اللواء الموقع وهو يرتدي الزي المميز للوحدة لدى وصول افرادها لعملهم. واضاف انه تجري مطاردة اثنين اخرين. ولم يعرف الدافع وراء محاولة اغتيال القريشي الذي يعرف بالاسم المستعار"أبو وليد"الذي يستضيف برنامجاً تلفزيونياً يستجوب فيه مسلحين يدلون باعترافات. وانتشرت اشلاء الضحايا في منطقة الثكنات القريبة من وزارة الداخلية واكاديمية الشرطة التي تضم لواء الذئب. وهذه ليست المرة الاولى التي يستخدم فيها مهاجم زي الشرطة للتسلل الى مواقع تخضع لاجراءات امنية صارمة. وفي الموصل، قتل سائق شاحنة عراقي واختفى اثنان آخران صباح امس عندما هاجم مسلحون مجهولون رتلاً من ثلاث شاحنات تابعاً لوزارة التجارة العراقية. وقال الملازم في الشرطة سعد عمر ان"مسلحين يستقلون سيارة فتحوا النار من اسلحة خفيفة على رتل شاحنات تابع لوزارة التجارة على الطريق العام وسط الموصل مما اسفر عن مقتل احد السائقين واختفاء اثنين اخرين". واعلن الجيش الاميركي امس في بيان مقتل جنديين من مشاة البحرية مارينز في انفجار عبوة ناسفة استهدفت دوريتهما بالقرب من منطقة الصقلاوية غرب بغداد. وافاد البيان ان الجنديين قتلا الجمعة، مضيفاً ان"الحادث وقع خلال عملية عسكرية يقوم بها الجيش بالقرب من منطقة الصقلاوية"على بعد 60 كيلومتراً غرب بغداد. وقتل جندي ثالث امس في انفجار عبوة ناسفة استهدفت دورية للقوات الاميركية في منطقة البياع جنوب العاصمة. وبذلك يصل الى 1684 عدد الجنود الاميركيين الذين قتلوا في العراق منذ اذار مارس 2003 بحسب حصيلة وضعت استناداً الى ارقام البنتاغون. سفارة سلوفاكيا وفجر انتحاري نفسه في شاحنة امام سفارة سلوفاكيا في بغداد مما ادى الى اصابة اربعة من الحراس العراقيين. وقال مسؤول في الشرطة انه لم يكن أحد من العاملين السلوفاك في السفارة. واضاف ان مدنيين وحراساً عراقيين اصيبوا. وقال مسؤول الشرطة"المهاجم الانتحاري كان يتجه الى السفارة لكنه فجر نفسه عند نقطة تفتيش بجوار المبنى". وفي براتيسلافا قال متحدث باسم وزارة الخارجية السلوفاكية ان بعض موظفي السفارة كانوا في المبنى وقت الهجوم لكن لم يصب أي منهم بأذى. واضاف أن الانفجار الحق أضراراً ببوابة السفارة وجدران المبنى. وقال المتحدث ان الوزارة لا يمكنها الان ان تقول ان كان الهجوم موجه الى سلوفاكيا تحديداً لأن سلسلة هجمات وقعت في بغداد في نفس الوقت تقريباً الذي حدث فيه التفجير. وسلوفاكيا التي انضمت للاتحاد الاوروبي العام الماضي مؤيد قوي للحملة العسكرية التي تقودها الولاياتالمتحدة في العراق، ولها 107 مهندسين عسكريين وافراد أمن منتشرون في العراق منذ تموز يوليو 2003. واعلن مركز العمليات المشتركة في وزارتي الدفاع والداخلية امس في بيان مقتل"ارهابي"واعتقال 18 آخرين ضمن حملات دهم وتفتيش في بغداد. وافاد البيان المشترك ان"قوات الامن العراقية تمكنت من القاء القبض على 19 ارهابياً في مناطق متفرقة في بغداد ضمن عملية البرق منذ مساء الجمعة ولغاية صباح السبت. واضاف ان"قوات مشتركة من الشرطة والجيش تمكنت من قتل ارهابي والقبض على 11 اخرين في منطقة اليوسفية وستة في منطقة المدائن جنوب وآخر في الغزالية غرب العاصمة"بغداد. واشار البيان الى ان القوات العراقية تمكنت من قتل"ارهابي"في منطقة البياع جنوببغداد. يذكر ان عملية"البرق"يشارك فيها حوالي 40 الف جندي وشرطي عراقي بدعم من حوالي عشرة الاف جندي اميركي. ونصبت حوالي 675 نقطة تفتيش ثابتة والعديد من الحواجز في العاصمة وضواحيها. وقد شهدت بغداد تراجعاً لعدد الاعتداءات بالسيارة المفخخة منذ 29 ايار مايو.