حاز وقع إعلان ترشح رئيسة للحزب المسيحي الديموقراطي المحافظ في ألمانيا أنجيلا ميركل أهمية خاصة، بوصفها المرأة الأولى في تاريخ البلاد التي تترشح لمنصب مستشار ألمانيا لانتخابات عام 2006 ضد غيرهارد شرودر. غير أن أهمية الحدث ليست فقط في جنس المرشحة، وإنما في التاريخ السياسي لهذه السيدة التي لاقت مسيرتها دعماً من المستشار الألماني السابق هيلموت كول. انتخبت ميركل عام 2000 رئيسة للحزب الديموقراطي المسيحي المحافظ، في وقت كان الحزب يعاني من فضيحة مالية كادت تدمره، وتتعلق بتهم فساد واستغلال للمنصب طاولت كل من رئيسه السابق هيلموت كول وخلفه وولفغانغ شوبل. وأمام ذلك، اعتبرت ميركل الشابة البروتستانتية المطلقة والقادمة من الشرق وهو مزيج نادر"نجمة السياسة"ونظر إلى انتخابها زعيمة للحزب باعتباره"ثورة ثقافية"صاحبة ملامح جليدية قاسية، كلما ابتسمت زرعت الفرح في نفوس أعضاء الحزب الكبار في السن. وتميزت عن غيرها بأنها لم تعلن على مدى 15 عاماً عمر مسيرتها السياسية عن رؤيتها السياسية الخاصة. وعندما صارت وزيرة للعائلة ثم للبيئة وسنحت لها الفرصة لذلك، بقيت ميركل ملتزمة بعدم الإعلان عن لونها السياسي، لتجنب أي اصطدام مع أستاذها كول. ولدت أنجيلا دوروتيا كاسنر ميركل في هامبورغ عام 1954، لأب كاهن بروتستانتي وأم تعمل مدرسة. انتقلت الأسرة إلى جمهورية ألمانيا الديموقراطية حينها ألمانياالشرقية حيث عمل والدها كاهناً في تمبلن في ولاية براندنبورغ. وكان الأب من المتعاطفين مع النظام الستاليني، إلا أنه انضم مع انهيار جدران برلين عام 1989 إلى حزب"المنتدى الجديد"المعارض. اما والدتها، فانخرطت في الحزب الاجتماعي الديموقراطي، في حين صار شقيقها عضواً في حزب"اتحاد التسعين/ الخضر". أما انجيلا، فكانت في شبابها عضواً ناشطاً في منظمة شباب ستالين أف دي جاي. وبعد تخرجها في المدرسة، تخصصت في الفيزياء في ليبزيغ، وعملت بين عامي 1978 و1990 عالمة في المعهد المركزي للكيمياء الفيزيائية في أكاديمية برلينالشرقية للعلوم. وحازت الدكتوراه عام 1986. صارت عام 1989 عضواً في حزب"الصحوة الديموقراطية"الذي ترأسه المحامي وولفغانغ شنور والكاهن رينير إيبلمان. وهو حزب، كما غيره من الجماعات المعارضة، كان تحت جناح الكنيسة الإنجيلية. اختيرت أنجيلا لاحقاً ناطقة باسم"الصحوة الديموقراطية". ومع فضح أمر عمالة شنور لمصلحة الاستخبارات الألمانية الشرقية السابقة شتازي، انحل الحزب وأسس أنصاره من مؤيدي الرأسمالية الحزب المسيحي الديموقراطي المحافظ. بعد انتخابات برلمان ألمانياالشرقية فولكسكامر في 18 آذار مارس 1990 التي أدت إلى ترأس الحزب المسيحي الديموقراطي المحافظ حكومة التحالف بزعامة لوثار دي ميزيار، اختيرت ميركل نائبة ناطقة باسم الحكومة، وانضمت الى الحزب في آب أغسطس من ذاك العام.