ملعب الأمير عبدالله الفيصل في جدة سيكون مسرحاً للقاء الإثارة والندية اللتين ستتجددان مساء اليوم، ولكن هذه المرة في بطولة عربية أكدت فيها الأندية السعودية علو كعبها، بعد أن تأهل للدور نصف النهائي ثلاثة فرق منها... حيث ستحبس الأنفاس عندما يعلن الحكم صافرة البداية لمباراة الاتحاد والهلال اللذين يلتقيان للمرة الثالثة في أقل من عشرين يوماً، في لقاء لا يحتمل الخسارة من الجانب الهلالي المنتشي بلقب ثاني أغلى البطولات السعودية هذا العام، كأس ولي العهد، بعد ان ظفر من قبل بكأس الأمير فيصل بن فهد. ويعلم الهلاليون مدى أهمية المباراة، فالهزيمة أو التعادل سلبياً كان أم إيجابياً تعني وداعهم للبطولة إثر الخسارة في لقاء الذهاب الذي أقيم في العاصمة الرياض بهدف وحيد. في الجانب الآخر، نجد أن الاتحاد الفريق المرصع بالنجوم والذي لم يرض عنه جمهوره هذا العام على رغم الدعم الكبير الذي يجده اللاعبون المميزون في صفوفه بسبب المستويات المتباينة التي ظل يسجلها الفريق هذا الموسم، إن كان ذلك في دوري خادم الحرمين الشريفين أو خروجه من كأس ولي العهد على يد خصمه الليلة، على رغم أنه قطع نصف المشوار للتأهل بعد الفوز إلا أن تذبذب مستوى الفريق يشكل هاجساً نفسياً ومعنوياً يسود لاعبيه وجماهيره، ما حدا برئيس النادي منصور البلوي أن يحذر اللاعبين من التهاون في لقاء اليوم باعتبار أنهم ضمنوا التأهل للمباراة النهائية، وعلى رغم أن مباراة الفريقين في لقاءي الذهاب والإياب في كأس ولي العهد شابهما بعض العصبية والتشنج إلا أن مباراة الليلة لا تحتمل ذلك، خصوصاً وأنها لقاء تحديد أحد طرفي نهائي دوري أبطال العرب الذي يتطلع إليه الفريقان وهذا سيعطي المباراة نوعاً من الحماسة والإثارة والندية، لذا فالمباراة خارج التوقعات لأسباب كثيرة، منها ان الهلال المنتشي بحصده ذهب كأس ولي العهد سيدخل المباراة باندفاع كبير من أجل تعويض الخسارة الماضية والفوز لأن التعادل كما ذكرنا يعني خروجه نهائياً وهو الفريق الذي وصل الى دور الأربعة لهذه المنافسة في الموسم الماضي ولهذا فقد حشد الهلال أسلحته ونجومه الذين تألقوا في نهائي كأس ولي العهد الجمعة الماضي أمام القادسية، وعلى رغم الإرهاق الذي يعاني منه لاعبو الفريق إلا أن الحنكة التدريبية التي يتمتع بها مدربه البرازيلي باكيتا استطاع اعادت الهلال الى منصات التتويج وبالتالي قدم عروضاً ونتائج رائعة أعادت معها للأذهان عنفوان الزعيم في المواسم الماضية بعد الإخفاق الذي لازم الفريق في الموسم المنصرم... ويعي باكيتا ولاعبوه أن التأهل للنهائي والفوز بكأس العرب لم يعد مفروشاً بالورود، خصوصاً وأنهم سيحلون ضيوفاً على فريق له وزنه وثقله، لذا فقد شهدت الأيام التي تلت تتويج الفريق بكأس ولي العهد عملاً دؤوباً داخل أروقة الهلال من أجل اعداد الفريق لنزال الليلة وبالتالي سيعمل على تجهيز أكثر من ورقة رابحة تحسباً لاستمرار المباراة إلى الزمن الإضافي أو ركلات الترجيح، ومن المؤكد أن يعتمد اليوم على خبرة حارس المرمى محمد الدعيع وسامي الجابر، خصوصاً الأخير الذي لعب دوراً كبيراً في ترجيح كفة فريقه في المباريات الأخيرة وسيعول كذلك المدرب الهلالي على موانيه تفاريس وكماتشو مع القوة الدفاعية التي يمتلكها المفرج وانطلاقات أحمد الدوخي على اليمين وخالد عزيز ومحمد الشلهوب والعنبر. وكان الهلال قد وصل إلى هذا الدور بعد أن قدم عروضاً جيدة استهلها بمباراة الدرك الجيبوتي الذي تجاوزه الهلال بسهولة بعد الفوز عليه ذهاباً وإياباً 11- صفر و7- صفر لينقل هذا الفوز الكبير الفريق إلى الدور الثاني الذي لعب بطريقة الذهاب والإياب وأوقعته القرعة في مجموعة قوية ضمت فرقاً لها وزنها، استطاع التأهل منها وصيفاً بعد أن فاز في أولى مبارياته على الأفريقي التونسي 3-1 وفي اللقاء الثاني هزم الفيصلي الأردني 2-1 كبداية قوية إضافة لرصيد الفريق ست نقاط ولكنه خسر ثالث مبارياته في مصر أمام الإسماعيلي بهدفين وخرج في اللقاء الثاني مع الفريق نفسه بتعادل إيجابي 1-1، وفي اللقاء الخامس سافر الهلال إلى الأردن لمواجهة الفيصلي وانتهت المباراة بالتعادل الإيجابي 2-2 وعاد بنقطة ثمينة تأهل بها إلى دور الثمانية لهذه المسابقة على رغم خسارته في آخر مبارياته من الأفريقي التونسي صفر-1 ليحتل المركز الثاني في ترتيب مجموعته ويتأهل لدور الثمانية الذي واجه فيه فريق الوداد المغربي واستطاع الهلال في المباراة الأولى في الرياض الفوز بهدف نظيف ثم التعادل الإيجابي 1-1 في لقاء الإياب في المغرب ويتأهل الفريق إلى دور الأربعة ويواجه الاتحاد في المباراة الأولى التي خسرها بهدف عبدالله الواكد. وأما الطرف الثاني في لقاء الليلة الاتحاد الذي يدخل هذه المباراة بعد رفع درجة الاستعداد إلى أقصاها وجهز لاعبيه بخاصة المصابين على رغم القلق الذي يسود جماهيره بسبب المستويات الباهتة والمتذبذبة في ظل وجود عدد كبير من اللاعبين المميزين الذين يستطيعون تغيير مجرى ونتيجة المباراة في أي لحظةن ويتميز الفريق الاتحادي بوجود أكثر من لاعب هداف ووجود حارس عملاق كمبروك زايد الذي استطاع أن يثبت جدارته، خصوصاً في اللقاء الأخير أمام الهلال حينما وقف سداً منيعاً لهجمات الفريق الهلالي، إضافة إلى خط دفاع قوي يجيد بناء الهجمات وإحراز الأهداف بقيادة المنتشري وتكر وصالح الصقري وخط وسط نشط يقوده مناف أبو شقير وسعود كريري وعبدالله الواكد، وفي المقدمة الكولمبي هيريرا والهداف حمزة إدريس كما يحتفظ المدرب الروماني أنجل يوردانيسكو بالحسن اليامي ومحمد أمين كورقتين رابحتين يدفع بهما في الشوط الثاني لحسم المباراة. والاتحاد مثل خصمه في نزال الليلة لم يكن طريقه مفروشاً بالورود للوصول الى هذا الدور من هذه البطولة فقد استهل العميد بداية مشواره باستضافة فريق شعب إب اليمني الذي تجاوزه الاتحاد بالفوز عليه 10- صفر و3- صفر ليتأهل إلى الدور الثاني فأوقعته القرعة في مجموعة ضمت كلاً من وفاق سطيفالجزائري والمحلة المصري والأهلي القطري وخاض أولى مبارياته أمام وفاق سطيفالجزائري الذي فاز عليه الاتحاد 2-صفر ولكنه خسر اللقاء الثاني بثلاثة أهداف في مقابل هدفين من الأهلي في الدوحة، ولكنه عاد وكسب المحلة المصري في اللقاء الثالث 3-1 ثم كرر فوزه على الفريق المصري في جدة 2-1، وتعادل في خامس لقاءاته مع الأهلي القطري بهدف لكل منهما، وعاد وكسب وفاق سطيف في آخر مبارياته بهدفين ليتأهل إلى دور الثمانية كمتصدر لمجموعته ويواجه ثاني المجموعة الأولى فريق مولودية وهرانالجزائري الذي فاز على الاتحاد بهدف في لقاء الذهاب في الجزائر وفي لقاء الإياب خطف نجم الفريق حمزة إدريس الفوز لفريقه ليحتكم الفريقان إلى ركلات الترجيح التي ابتسمت للاتحاد وفاز 6-4 ويتأهل الفريق للدور قبل النهائي وواجه الهلال في الرياض في لقاء الذهاب وانتهى لمصلحته بهدف من دون رد. من كل هذه المعطيات فإن لقاء اليوم يعد من المباريات التي لا تحتمل التوقعات على رغم حظوظ الاتحاد بالتأهل، إذ يكفي الفريق التعادل السلبي أو بأي عدد من الأهداف ولكنه يواجه في المقابل سعي الهلال لإضافة إنجاز ثالث هذا الموسم، لذا فإن مباراة اليوم صعبة على الفريقين.