لم تنجح النجف 160 كلم جنوببغداد باستقبال ألف زائر يومياً، بحسب اتفاق أبرمته الحكومتان العراقية والإيرانية الشهر الماضي، على رغم تسلمها الملف الأمني في منتصف الشهر الماضي من القائد الأميركي خلال استعراض عسكري إلى المحافظ، وتحول القوات المتعددة الجنسية إلى قوات دعم واسناد. وعادت الميليشيات الى شوارع المدينة من جديد، ورافق ظهورها مصادمات بين أنصار التيار الصدري العائدين إلى مشهد الأحداث في المدينة بقوة، وميليشيات"المجلس الأعلى"المنخرطة في الغالب في صفوف الشرطة والجيش. أصحاب الفنادق رمموها وكدس أصحاب المحلات التجارية والمخازن البضائع وانتشر الباعة المتجولون قرب الصحن الحيدري، استعداداً لاستئناف النشاط المتوقف منذ أكثر من عام، لكن سرعان ما عادت الأمور لتتأزم من جديد بين أنصار"المجلس الأعلى"وأنصار الصدر، وتجسدت خلال الأيام الماضية اشتباكات مسلحة متفرقة. ويقول الحاج نوري الجحيشي صاحب فندق ل"الحياة":"بعد ما أبلغتنا الإدارة المدنية لمحافظة النجف أن زائرين سيدخلون الى المدينة، جهزت فندقي بأحدث أجهزة التكييف والسجاد والأغطية وغيرها. وكانت المدينة هادئة ومستقرة نسبياً لكن سرعان ما تأزمت الأمور مرة أخرى". ويضيف:"ليس لنا في هذا الصراع السياسي لا ناقة ولا جمل وخسارتنا باتت مضاعفة". اما السيد رضا ابو شبع صاحب مكتبة أمام الصحن الحيدري فحمّل ادارة المحافظة مسؤولية التردي الاقتصادي، وقال:"انصار مقتدى الصدر لم يفعلو شيئاً خارج المألوف خلال الأيام الماضية. خرجوا بمسيرة صامتة وانتهى الأمر"، لكن المحافظ ومساعديه"خائفون على أنفسهم"فاستدعوا الشرطة وفرضوا حظر تجول وسدوا الطرق". وزاد أن"اقتصاد النجف يعتمد على السياحة الدينية ودخول الزوار". المظاهر الأمنية في المدينة أربكت الحياة فيها"لكنها موقتة"، بحسب المحافظ أسعد أبو كلل الذي قال إن"النجف من أكثر المناطق العراقية أمناً وخلال الأربعة أشهر الماضية لم يحدث شيء، غير ان الحادثة الأخيرة مع مكتب السيد الشهيد الصدر في المدينة أثرت في حركة التجارة وتدفق الزوار". وأضاف:"حذرنا في السابق من اعادة فتح مكتب السيد الصدر في هذه المنطقة، لأن ذلك يشكل خللاً أمنياً ويساهم في خلق المشاكل". وتابع ان"فتح الصحن الحيدري للزوار لإعادة الحياة الطبيعية الى المدينة من مسؤولية المرجعية العليا في النجف وتحديداً آية الله السيد علي السيستاني، كون مكتبه هو المسؤول عن ادارة الصحن". مؤكداً أن الأمور"ستعود إلى نصابها في القريب العاجل".