أعلن مسؤولون سعوديون في قطاع الماء والكهرباء أن الخطة العشرية للمملكة لتطوير هذين القطاعين ستكلّف 450 بليون ريال سعودي (120 بليون دولار)، من بينها 300 بليون ريال للكهرباء و150 بليوناً للمياه. وأكد وكيلا الكهرباء والماء في وزارة الكهرباء والمياه السعودية في مقابلة مع «الحياة» على هامش اجتماع وزراء الكهرباء والمياه في دول مجلس التعاون الخليجي الذي انعقد أمس في أبو ظبي، أن الخطة تهدف إلى مواجهة تحدي ارتفاع الطلب على الكهرباء بمعدل ثمانية في المئة سنوياً، وارتفاع الطلب على المياه 10 في المئة. وأكد وكيل وزارة المياه والكهرباء السعودية لشؤون الكهرباء صالح بن حسين العواجي أن منظومة الكهرباء في السعودية هي الأكبر على المستوى العربي وتبلغ 51 ألف ميغاوات، لافتاً إلى أن عدد المشتركين للحصول على الكهرباء في المملكة بلغ أكثر من ستة ملايين شخص. وقال: «زيادة الطاقة في هذا القطاع على مدى السنوات العشر المقبلة يتطلب استثمارات ب300 بليون ريال، ويُتوقع أن يساهم القطاع الخاص ب30 في المئة منها، ما يعزّز توجه الحكومة نحو جذب استثمارات ضخمة لقطاع الكهرباء». وأوضح أن المملكة وضعت برامج للحد من نمو الطلب على الكهرباء من خلال استخدام الأجهزة الأكثر كفاءة في استخدام الطاقة، مشيراً إلى إصدار قرارات خاصة باستخدام العازل الحراري في بناء البيوت وإنشاء «المركز السعودي لكفاءة استخدام الطاقة» لتنفيذ برامج الترشيد ومن بينها إصدار التشريعات وبرامج التوعية ومراقبة المنتجات، بعدما صدرت قرارات بمنع استخدام الأجهزة ذات الكفاءة المتدنية ومنها أجهزة التكييف. وأكد العواجي أن بلاده تسعى الآن إلى تعزيز سوق الطاقة الإقليمي من خلال الربط الخليجي والربط مع دول الجوار، مؤكداً أن مشروع الربط الكهربائي مع مصر في مراحله الأخيرة ويُتوقع طرحه رسمياً العام المقبل. وبيّن أن الوزارة تنفذ حالياً عدداً من المشاريع الكبرى لإنتاج الكهرباء من بينها مشروع «القرية» في الساحل الشرقي للملكة بطاقة 3900 ميغاوات، ومشروع «مرافق» لانتاج الماء والكهرباء بطاقة تتجاوز 2500 ميغاوات من الكهرباء ومليون متر مكعبة من المياه يومياً، ومشروع «رابغ 1» على الساحل الغربي، بالمشاركة مع القطاع الخاص، بطاقة 1200 ميغاوات. أما بالنسبة للمشاريع المستقبلية، فمن بينها مشروع «رابغ 2» الذي سينفّذ بمشاركة القطاع الخاص وبطاقة 1800 ميغاوات ومشروع «ظباء» على الساحل الشرقي بطاقة 1800 ميغاوات، إضافة إلى مشاريع أخرى في قطاع النقل والتوزيع. وأكد وكيل وزارة المياه والكهرباء السعودية لشؤون المياه محمد السعود أن مشاريع المياه في الخطة العشرية تكلّف نحو 150 بليون ريال، لمواجهة الطلب المتنامي. وأوضح أن المملكة تنفذ حالياً مشاريع لإنشاء محطات التحلية ومحطات المعالجة ومشاريع تنمية المياه، تشمل إنشاء السدود بكلفة تبلغ نحو 50 بليون ريال، وحفر الآبار للوصول إلى المياه الجوفية. وقال: «يجري حالياً تنفيذ محطة تحلية رأس الخير شمال شرقي المملكة بكلفة 15 بليون ريال لإنتاج 1.2 مليون متر مكعبة يومياً لإمداد المنطقة الوسطى من خلال خط طوله 500 كيلومتر، ويتم إنشاء محطات لإنتاج المياه الجوفية في عدد من المناطق، ومن بينها حائل وجيزان وتبوك وغيرها»، مشيراً إلى افتتاح محطة «شقيق 2» للتشغيل التجاري في منطقة عسير وجيزان. وبيّن السعود أن الحكومة رفعت اعتمادات مشاريع المياه في الخطة الحالية 150 في المئة مقارنة باعتمادات الخطة السابقة، وتولي أهمية كبيرة لمشاريع المياه والصرف الصحي في جميع مدن وقرى المملكة.