اندلعت مواجهات عنيفة في قرية بلعين في الضفة الغربية امس بعد ان اطلق جنود اسرائيليون النار وقنابل الغاز باتجاه تظاهرة سلمية مناهضة لبناء الجدار الفاصل فوق اراضي القرية. وجرح خلال المواجهات النائب العربي في الكنيست الاسرائيلية محمد بركة في ساقه اليمنى لدى انفجار قنبلة صوت بجانبه، كما اصيب مصوران صحفيان يعملان لحساب وكالتي الانباء الفرنسية و"اسوشيتدبرس"الاميركية برصاص معدني. وقالت مصادر طبية ان عشرات المتظاهرين والصحافيين اصيبوا بحالات اختناق شديدة بسبب كثافة الغاز المسيل للدموع الذي اطلقه الجيش الاسرائيلي لتفريقهم. وقال مصورون صحافيون وشهود ان الجنود الاسرائيليين كانوا يستخدمون نوعا جديدا من السلاح يحدث صواعق كهربائية ذات ترددات عالية 6000 فولت تشل حركة الانسان لثوان لدى تعرضه لها. وقال شاهد انه رأى افراداً من"قوات خاصة"اسرائيلية تعرف بفرقة"المستعربين"متنكرين بملابس مدنية وهم يعتقلون اثنين من الفلسطينيين من بين المتظاهرين قبل ان يكشفوا هويتهم ويخرجوا مسدسات اخفوها داخل سترات رياضية كانوا يرتدونها. وشارك في التظاهرة نحو 500 فلسطيني وناشط سلام اسرائيلي، من بينهم ثلاثة اعضاء عرب في االبرلمان الاسرائيلي ومجموعة من قيادات الاحزاب الفلسطينية واعضاء المجلس التشريعي. وقال أحد قادة حركة"فتح"في الضفة الغربية زياد ابوعين الذي اصيب بساقه اليسرى لدى انفجار قنبلة مسيلة للدموع خلال التظاهرة:"هذا الجدار يجب ان يهدم ويزال وإلا ستكون هناك انتفاضة فلسطينية لمقاومة الجدار". وتصادر اسرائيل الاف الدونمات من الاراضي الزراعية الفلسطينية من اجل استكمال بناء الجدار الفاصل في عمق الضفة، وينظر الفلسطينيون الى ذلك على انه نهب لاراضيهم ومحاولة لضمها الى اسرائيل. وقال الفلسطيني المسن محمد عبد الحميد من قرية بلعين بينما كان يقف امام جنود اسرائليين خلال التظاهرة:"سلبوا مني ارضي وهي كانت مصدر رزقنا الوحيد كما هو الحال لكل اهالي القرية. لقد اقتلعوا اشجار الزيتون وصادروا تقريبا جميع اراضي قريتنا". وتقيم اسرائيل جدارها الفاصل الذي يخترق عمق اراضي الضفة بامتداد مسافة قد تصل الى نحو 700 كيلومتر، ما تسبب في تطويق الاف الفلسطينيين داخل تجمعات سكانية معزولة. وما زالت اسرائيل ماضية في استكمال بناء الجدار رغم اقرار محكمة العدل الدولية بعدم شرعيته وضرورة ازالته.