تراجع قائد القوات الأميركية في أفغانستان الجنرال ديفيد بارنو عن تصريح سابق أدلى به، وقال فيه إن الجيش الباكستاني يتهيأ لشن عملية عسكرية جديدة في مناطق القبائل المحاذية لأفغانستان، بعد توبيخ عنيف وجهته إليه إسلام آباد. غير أن بارنو عاد أمس ليكشف أن الجيش الأميركي يتولى تدريب وحدة من القوات الباكستانية الخاصة، مثيراً مرة أخرى غضب إسلام آباد الحريصة على نفي أي وجود لقوات أميركية على أراضيها. ويقيم بارنو علاقات وثيقة مع القيادات العسكرية الباكستانية في الكواليس إلا أنه لا يكف عن إصدار تصريحات مستفزة في نظر إسلام آباد. وكشف بارنو للمرة الأولى منذ الغزو الأميركي لأفغانستان عن تدريب الجيش الأميركي وحدة من القوات الباكستانية الخاصة في مدينة"شيرات"المحاذية لأفغانستان، مشيراً إلى أنه زار البلدة السبت الماضي وشهد جانباً من التدريب. ورد الناطق باسم الجيش الباكستاني الجنرال شوكت سلطان على تصريح بارنو أمس في بيان رسمي نفى فيه وجود أي عسكريين أميركيين في مدينة شيرات، قائلاً إن بارنو كان يلمح في تصريحه إلى مناورات مشتركة بين الجيشين الباكستاني والأميركي أجريت في الأسبوع الماضي على الأراضي الباكستانية. وكانت إسلام آباد وصفت تصريحات بارنو بأنها"تعبر عن انعدام الإحساس بالمسؤولية"في بيان شديد اللهجة على غير عادة الأسبوع الماضي بعدما نقلت تقارير عن الجنرال الأميركي قوله إن القوات الباكستانية تستعد لشن عملية عسكرية جديدة في منطقة وزيرستان القبلية الباكستانية ضد عناصر القاعدة وطالبان. ورأى محللون أن مثل ذلك التصريح كان يمكن أن يؤدي إلى انهيار هدنة صعبة ومفاوضات سرية جارية بين السلطات الباكستانية وشيوخ القبائل من أجل تسليم عناصر من تنظيم"القاعدة"ربما كانوا يختبئون في المنطقة. وبدا أن بارنو تراجع أمس نوعاً ما عن تصريحه السابق في شأن دنوّ موعد عملية عسكرية. وقال:"إنهم الباكستانيين يتحركون بجد ضد القاعدة، ومن المبكر القول إن ثمة عملية عسكرية جديدة مقبلة، ولا أعلم إلى أين ستتجه الأمور، لكن ما من شك في أنهم، بدءاً من نائب قائد الأركان في الجيش الباكستاني وحتى القيادات الدنيا، مصممون على التعامل مع هذا العدو".