يحظى الجانب الاقتصادي بنصيب مهم في زيارة الرئيس فلاديمير بوتين التي تبدأ غداً الثلثاء لمصر وتستمر يومين وهي الزيارة الأولى لرئيس روسي للبلاد منذ 30 عاماً، وتأمل مصر بأن تعود العلاقات الاقتصادية إلى سابق عهدها، خصوصاً بعد ما تراجعت المبادلات التجارية إلى أدنى مستوى لها نحو 200 مليون دولار العام الماضي، من 1.2 بليون قبل عام 2001. وسيبحث الرئيس مبارك مع بوتين بصفة عامة تفعيل التعاون في قطاعات عدة. وسيحظى قطاع البترول بأهمية بعد إعلان "لوك أويل" الروسية درسها استثمار 200 مليون دولار في السنوات المقبلة وكذلك شركة غاز - بروم التي تعد أكبر شركة منتجة ومصدرة للغاز في العالم، علماً أن الشركة الأولى تنمي حالياً الحقول المنتجة في منطقة امتيازها غرب عش الملاحة، كما أنها تشارك في منطقة امتياز مليحة في الصحراء الغربية. وعقد على هامش زيارة بوتين ندوة روسية - مصرية خاصة برجال الأعمال في البلدين لاستعراض التعاون المشترك في القطاع الصناعي وفق مجالات الطاقة والقطاع السياحي والتبادل التجاري- ويشارك في الندوة الأربعاء عن الجانب الروسي رؤساء عدد من المصارف والشركات، بمن فيهم النائب الأول لرئيس فنيش تورغ بنك مصرف التجارة الخارجية أوليغ موراديان، والمدير العام شركة الطيران أيروفلوت فاليري أوكولوف، وعن الجانب المصري رئيس شركة كاتو إنفستمنت إبراهيم كامل. وستعقد اللجنة الروسية المصرية للأعمال اجتماعها الأول في ختام الندوة. وكان تم تشكيل اللجنة في أيار مايو الماضي أثناء زيارة الرئيس مبارك لموسكو، ويترأسها عن الجانب الروسي رئيس مجلس إدارة "فنيش تورغ" بنك أندريه كوستين، وعن الجانب المصري الدكتور إبراهيم كامل. إلى ذلك، اقترح رئيس جمعية رجال الأعمال المصريين جمال الناظر إقامة منطقة سياحة خاصة بالسياح الروس في مصر على غرار شرم الشيخ التي تجذب الإيطاليين والألمان. وقال الناظر إن الاقتراح سيتم بحثه قريباً مع الجهات الحكومية في البلدين تمهيداً لاعتماده. وقالت مصادر رسمية إنه يتم حالياً التعاون بين الحكومتين لتوفير المناخ الملائم لتحقيق طفرة في العلاقات التجارية بين البلدين وحل المشاكل، من خلال اللجنة التجارية المشتركة، واتفق مع الجانب المصري على توقيع اتفاقية في مجال الحجر الزراعي لتسهيل دخول المنتجات الزراعية المصرية إلى روسيا. وأضافت المصادر أن هناك اتفاقاً مشتركاً للتعاون في مجالات المشاريع الصغيرة والمتوسطة وصنع السيارات والأدوية والري وتحلية المياه والزراعة والطيران والفضاء والسياحية، وأشارت إلى أن أكثر من نصف مليون سائح روسي زاروا مصر العام الماضي، ويتوقع أن يزداد هذا العدد من عام لآخر، كما تتم حالياً مناقشة بعض المقترحات الخاصة بإقامة مشاريع مشتركة في مجالات النقل وإقامة الفنادق وتعزيز الخدمات المرتبطة بصناعة السياحة، وأضاف الناظر أن العلاقات بين البلدين كانت في قمتها منذ 30 عاماً، "ونعمل حالياً على أن تعود إلى ما كانت عليه في القريب العاجل. من جانبه قال رئيس مجلس الأعمال المصري الروسي أحمد شيحة، إن المجلس يعمل في الاتجاه السليم لتقوية العلاقات بين البلدين. وسيتم تنظيم رحلة إلى موسكو وسان بطرسبرغ وفولغوغراد لبحث تنمية العلاقات، وأوضح أن الزيارة التي قام بها وفد رجال الأعمال المصريين إلى موسكو في أيار مايو الماضي على هامش زيارة الرئيس مبارك للعاصمة الروسية، أدت إلى نتائج مهمة في مقدمها الاتفاق على إنشاء مركز أعمال مصري في روسيا وروسي في القاهرة، وإقامة شركة مشتركة في مصر لتصنيع المعدات الروسية الثقيلة للافادة من موقع مصر المتميز وانخفاض كلفة الإنتاج مقارنة بروسيا. كما اتفق على الافادة من المصانع الروسية التي تحولت من الإنتاج العسكري إلى الإنتاج المدني من طريق برنامج تحديث الصناعة وإقامة شركة مشتركة لتصنيع قطع الغيار للمصانع الروسية التي أقيمت في مصر في الستينات خصوصاً في مجالات الحديد والصلب والمسبوكات.