استطاعت فرقة"واما"المصرية أن تفرض أخيراً اسمها على الساحة الفنية إذ بدأ ألبومها الأخير"غالي عليّ"يحقق نجاحات ملحوظة في الأسواق العربية. تأسست الفرقة عام 1999 بعد تخرج أفرادها من معهد الموسيقى المصري، وهي تتألف من أربعة شباب"عصريين"هم: نادر حمدي، أحمد شامي، أحمد فهمي ومحمد نور، اتفقوا على أن يجتمعوا في فريق واحد بعدما دامت صداقتهم إلى ما بعد التخرج. لفتت"واما"المؤلفة من الحروف الأولى لأٌلقاب رمزية لأعضاء الفرقة، الانتباه بحس أعضائها الفني المرهف، وبطريقة أدائهم المختلفة، وقدرتهم على عزف أكثر من آلة موسيقية، ما خولهم أن يلحنوا ويوزعوا ويكتبوا عددا من أغانيهم الخاصة. وكانت أول أغنية عام 1999 بعنوان" حبها غوا القلبين"... وهي تجربة حقيقية عاشها نادر ومحمد بعد أن أحبوا الفتاة نفسها. إلا أن الفرقة المصرية لم تذق طعم الشهرة حتى العام 2003 حين أصدرت عملها الأول"يا ليل"، وصوّرتها على طريقة الفيديو كليب، ما ساعدها على الانتشار وتعرف الجمهور الى أعضائها. حاولت الفرقة أن تعبر عن الجيل الذي تنتمي إليه في مصر، إن من خلال الكلمات والموسيقى العصرية أو من خلال المواضيع التي ناقشتها أغنياتها. وهذا ما ساعدها على التقرب من الجمهور. الضربة الموفقة أما الضربة الأكثر نجاحاً للفرقة، كانت في الألبوم الأخير"غالي عليّ" الذي طرح في الأسواق قبل نحو الشهر واجتاح القنوات الفنية عبر أغنيتين مصوّرتين لأغنتي"غالي عليّ"و"تحلفلي أصدق"، يظهر الألبوم مدى الوعي الفني للفرقة، إذ إن الأداء تحسن بدرجة عالية، والموسيقى التي اعتمدت فرحة وقريبة من القلب، وما احتضان المخرج طارق العريان وشركة"عالم الفن"للفرقة إلا دليل على نجاحها وثقة الكثيرين بها. من ناحية ثانية، وبعد ان كانت الفرقة تكتب وتلحن وتوزع، حاولت في العمل الأخير إضفاء جو جديد، فتعاملت مع امير طعيمة الذي كتب اغنية"تحلفلي أصدق"ولحنها أحمد فهمي وحققت نجاحاً باهراً. ومن يتابع قناتي" ميلودي"و"مزيكا"يلاحظ عدد المرات التي تبث فيها الأغنية. اللافت للانتباه أيضاً الدعم الذي تلقاه الفرقة من شركات عربية وعالمية، فمن يشاهد الكليب يلاحظ في نهايته كثرة المنتجات العالمية المشاركة في العمل، وهذه تجربة قلما نشهدها في عالمنا العربي: تسعة إعلانات لأكبر الشركات العالمية لنوع من الشاي وآخر لأحذية رياضية وآخر لشركة أجهزة إلكترونية. فضلاً عن ذلك، عمل طارق العريان على إظهار الفرقة بصورة عصرية، فها هم يستخدمون احدث المنتجات التكنولوجية مرتدين ملابس شبابية أنيقة، يرقصون ويغنون. كما أظهر مدى قوة الصداقة التي تجمعهم والفرح العارم الذي يغمرهم، وكأن العريان يحاول أن يقدم الفرقة وفرحها وطموحاتها على إنها صورة حقيقية عن الجيل المصري الجديد. وهذا ما كان واضحاً من خلال الكليب الذي اعتمد على بساطة الصورة وسرعة تحريك الكادرات لتتناسب مع نوع الموسيقى المستعملة في الأغنية. ومع إن موضوع الأغنية عاطفي، يتكلم عن شاب يعاتب حبيبته لعدم التزامها بالعلاقة، لم نلحظ أي فتاة في العمل، وهذا ما قصده المخرج إذ عمد إلى التركيز على أعضاء الفرقة فحسب، وصور أيضاً المخرج أغنية"غالي عليّ"نفسها معتمداً أيضاً على التصوير الداخلي، ومركزا فقط على الشخصيات الأربع. في النهاية، من يتابع أعمال فرقة"واما"، يلاحظ اعتمادها على صورة عصرية للشباب المصري الذي عليه في بعض الأماكن أن يبرهن للعالم ربما، أن مصر تملك شباباً يعتمد على حسه الفني المرهف وعلى موهبته والتفاف الجمهور حوله وليس فقط على إغراء روبي ودلع بوسي سمير وجرأة لوسي...