أبلغت مصادر مطلعة في واشنطن"الحياة"أمس، أن الإدارة الأميركية تدرس شطب اسم جماعة"مجاهدين خلق"الإيرانية عن لائحة الارهاب، خصوصاً بعد المؤتمر الصاخب للجماعة في واشنطن أول من أمس، بمشاركة أعضاء بارزين في الكونغرس. وتحدثت في المؤتمر عبر الأقمار الاصطناعية من باريس، رئيسة المعارضة الايرانية مريم رجوي. وطالب مئات المشاركين في المؤتمر وهم من الأميركيين الإيرانيي الأصل والمعارضين لنظام"الجمهورية الاسلامية"، الرئيس الأميركي جورج بوش بدعم جهودهم لإحلال الديموقراطية في إيران. وأشارت المصادر إلى أن هناك خلافاً بين وزارتي الدفاع البنتاغون والخارجية الأميركيتين على تصنيف"مجاهدين خلق"، ذلك أن البنتاغون يدفع نحو شطبها من لائحة الإرهاب بعد تقديمها معلومات عن الترسانة النووية الايرانية وتعاون عناصرها مع الجيش الأميركي في الساحة العراقية. وحضر المؤتمر الذي عقد في"جادة الدستور"قرب البيت الأبيض، ستة نواب من الحزبين الديموقراطي والجمهوري، وقيادات من الجيش الأميركي شاركت في الحرب على العراق، إضافة إلى حشد ضم مئات المعارضين الإيرانيين من ولايات فيرجينيا وإيلينوي وكاليفورنيا. وحض المجتمعون الإدارة الأميركية والاتحاد الأوروبي على سماع مطالبهم وإنهاء"مغازلتهما"للنظام الايراني، والاعتراف بالمجلس الوطني للمقاومة الذي تمثله الجماعة، كحكومة إيرانية شرعية في المنفى. وتحدثت رجوي من مقرها في فرنسا عن"إزالة الشرعية الدولية عن أنظمة استبدادية ومعها إزالة صفة الارهابي عن حركات مقاومة". ويأتي ذلك في وقت لا تزال الإدارة الأميركية تمنع رجوي من الدخول إلى الأراضي الأميركية لضلوع الجماعة في تفجيرات استهدفت أميركيين في طهران في السبعينات ومشاركتها في الثورة الاسلامية في 1979، لكن الجماعة عدلت توجهها في التسعينات بعد مشاركتها في الانقلاب الشيعي - الكردي ضد صدام حسين في 1991 ونزعها سلاح أكثر من 3500 من أعضائها في 2003، وعادت واشنطن إلى التشكيك بالجماعة نظراً إلى اتخاذها من الأراضي العراقية في عهد الرئيس السابق صدام حسين مقراً للعمل العسكري ضد نظام طهران. وركز المؤتمر على الطابع السلمي للتدخل الاميركي المحتمل في إيران، والتشديد على أن"الخيار الثالث"هو الحل الوحيد"لإحداث تغيير في إيران"وهو ما تعتبره رجوي"انتفاضة داخلية في طهران على يد المجموعة". وأشاد النائب توماس تونكيرادو بصفات رجوي"الخارقة". ونفى العقيد توماس كانتويل والذي خدم في العراق منذ حزيران يونيو حتى كانون الأول ديسمبر 2003، أن تكون الجماعة تشكل تهديد حقيقياً لقوات التحالف في العراق". وقال إن"تقارير البنتاغون وتقويمنا يشير إلى تهديد جد طفيف من المجاهدين للقوات الأميركية". وتأتي هذه التحولات بعد تقارير مطلع الأسبوع تفيد عن تخصيص الكونغرس مبلغ 3 ملايين دولار أميركي لمساعدة"الحركات الديموقراطية"في إيران. وتعتبر الخطوة غير مسبوقة منذ 25 عاماً من القطيعة المالية بين البلدين. ودعت الخارجية الأميركية المنظمات غير الحكومية والأفراد داخل إيران العاملين على تعزيز الديموقراطية وحقوق الإنسان، إلى تقديم طلبات للخارجية لدرس تحويل المبلغ.