أعلنت الإدارة الأميركية أخيراً أنها ستلزم المواطنين الأميركيين بتقديم جوازات سفرهم لدى عودتهم إلى البلاد من كندا والمكسيك وبانما وبرمودا اعتباراً من 2008، كما ستلزم الكنديين بتقديم جوازات سفرهم إذا أرادوا أن يدخلوا البلاد. وقال القائم بأعمال وكيل وزارة الأمن الداخلي لشؤون الحدود وأمن المواصلات راندي بيردسوورث: "هدفنا هو تعزيز الأمن على الحدود وتسهيل دخول المواطنين الأميركيين والزوار الأجانب الشرعيين ... وبضمان حيازة المسافرين وثائق آمنة مثل جواز السفر فإن وزارة الأمن الداخلي ستكون قادرة على إجراء مقابلات أكثر كفاءة وفاعلية على الحدود". هذه هي أحدث خطوة لتشديد الأمن على الحدود في أعقاب هجمات 11 أيلول سبتمبر 2001 على الولاياتالمتحدة، التي بدأت العام الماضي بأخذ بصمات الأصابع للزوار الأجانب وفحص بؤبؤ العين كما حددت تشرين الأول أكتوبر المقبل موعداً لتضمين الجوازات الأجنبية بيانات بيولوجية عن أصحابها. كما جرى تشديد شروط الحصول على تأشيرة دخول البلاد. وكانت المفوضية الأوروبية أعربت عن "قلقها وخيبة أملها" إزاء عدم استعداد السلطات الأميركية لتأجيل هذا الموعد النهائي. وقال متحدث باسم المفوضية الأوروبية إن ممثلاً للكونغرس الأميركي بعث برسالة إلى مفوض العدل في الاتحاد الأوروبي فرانكو فراتيني أبلغه فيها بأن "من غير المرجح" أن ترجئ واشنطن الموعد النهائي. وذكرت الولاياتالمتحدة أنها ستطلب تأشيرة دخول من مواطني جميع الدول السبع والعشرين الذين يسمح لهم بدخول الأراضي الأميركية من دون تأشيرة بما في ذلك الأعضاء "القدامى" في الاتحاد الأوروبي إذا لم تصدر تلك الدول جوازات سفر مزودة بقياسات بيولوجية. قراءة جواز السفر عن بعد من ناحية أخرى، ذكر موقع وايردنيوز المتخصص في أخبار التكنولوجيا على شبكة الإنترنت أن تطبيق خطة الحكومة الأميركية المثيرة للجدل لتزويد جوازات سفر مواطنيها ورعايا الدول التي يحق لها دخول الولاياتالمتحدة من دون تأشيرات برقائق يمكن قراءة محتوياتها من البيانات عن بعد باستخدام ترددات إذاعية ستتأجل عاماً بسبب مجموعة من المخاوف الأمنية. وستتضمن تلك الرقائق المعلومات المدونة في الصفحة حيث توجد صورة حامل جواز السفر. كما ستترك مساحة خالية في الرقائق لإضافة بصمات الأصابع والعينين في وقت لاحق. وصممت تلك الرقائق بطريقة تتيح للمسؤولين قراءتها عن بعد باستخدام أجهزة تعمل بالترددات الإذاعية. لكن خبراء الأمن والمدافعين عن الحرية الشخصية والخصوصية يرفضون تلك الرقائق التي يمكن قراءتها عن بعد نظراً لأنها تسمح باطلاع جهات لا يحق لها ذلك على معلومات مثل الجنسية وتفاصيل شخصية أخرى لحامل جواز السفر. وأكدت وزارة الخارجية الأميركية أن استخدام الرقائق سيحد بدرجة كبيرة من عمليات تزوير جوازات السفر. وقالت إنها ستضيف شفرات خاصة من شأنها أن تحول دون"قراءة" المعلومات المسجلة على الرقائق لغير المسموح لهم بذلك، كما ستزود جوازات السفر بطبقة خارجية من المعدن للحيلولة دون قراءة محتوياتها عندما يكون الجواز مغلقاً. لكن خبراء الأمن أعربوا عن اعتقادهم بأن الأجهزة الحديثة ربما تتمكن من اختراق تلك الاحتياطات الأمنية.