أكد رئيس الاتحاد العراقي للمبارزة مهند النعيمي عزم وإصرار الوفد الرياضي العراقي على تقديم صورة مشرفة وقوية تعكس مدى ما يتمتع به المواطن العراقي من تحدّ قوي لكل الظروف, من خلال المشاركة في دورة التضامن الإسلامي الأولى، وقال النعيمي:"الجميع يعلم أننا حضرنا هنا لتسجيل حضورنا ورغبة منا في المشاركة والعودة إلى الميدان الرياضي العربي والإسلامي وإثبات الذات". وعن انطباعاته حول حفلة الافتتاح والتنظيم لهذه البطولة قال النعيمي:"أولاً دعني أعبر لكم عن عظيم شكري وتقديري على ما وجدناه من حفاوة وحسن ضيافة واهتمام ورعاية من المسؤولين كافة وعلى رأسهم الرئيس العام لرعاية الشباب، وحقيقة فإن ما شاهدناه يفوق الوصف وكان رائعاً ويعكس مدى ما تتمتع به هذه الدولة من إمكانات وطاقات ليست بمستغربة عليكم، كما يبين أن هناك استعدادات باكرة بذلت من أجل إظهار هذا الحدث الرياضي التاريخي في مظهر يليق بنا كدول إسلامية ويبين للعالم أننا قادرون على الحضور بقوة في كل المجالات". وتطرق إلى عودة العراق رياضياً"على رغم كل الظروف الصعبة وما نعيشه من مصاعب وحصار منذ أحداث 1991 وما آلت إليه الناحية الأمنية الصعبة أدى إلى فقداننا الكثير من المنشآت الرياضية والبنية التحتية لتلك المنشآت وحال عدم الاستقرار الأمني إلا أن الشاب الرياضي العراقي وقف متحدياً كل هذه الظروف وعزم على الصمود كما هو حاله منذ زمن". وأضاف"لم يقف مكتوف الأيدي تجاه ما قابله من توجسات أمنية وإحساس بعدم الأمن والطمأنينة الأمر الذي يدفع به إلى العطاء والابتكار وأن يبدع كما هو الحال لأي إنسان يجب أن يعيش في ظل ظروف معيشية وأمنية واقتصادية تهيئ له الراحة والهدوء لكي يعطي ويبدع، حتى يمكن له أن يسجل اسمه في المحافل الرياضية، ونحن قادرون - بمشيئة الله ثم بعزيمتنا، على أن نتحدى كل هذه الظروف والتغلب عليها، وكان لنا ذلك". وعن الخطط المستقبلية للرياضة العراقية أضاف"الجميع في الاتحاد العراقي يسعى جاهداً لإعداد خطط وبرامج ضمن استراتيجية معدة بطريقة علمية تؤكد أهمية العودة والبناء من جديد بعد أن تشهد المنطقة هدوءاً وطمأنينة، فالأمن هاجس مهم وهو عامل إيجابي في ترك بصمة لتبعث روح التفاؤل لنا ما يدفعنا إلى تقديم أفضل العطاءات وهذا ليس فقط في الجانب الرياضي بل على مستوى الحياة، والرياضي - كما يعلم الجميع - هو سفير فوق العادة لوطنه، ويستطيع أن يقدم صورة مشرقة لبلده متى ما أبدع وتوافرت له الإمكانات وتهيأت له الظروف". وأضاف قائلاً:"وجودنا في المحافل الرياضية والاحتكاك بالآخرين والحرص على المشاركة - وإن لم نحقق مراكز متقدمة - يعكس مدى اهتمامنا بوضع أولى لبنات البناء والاستفادة لإعادة هيكلة الرياضة وإعادة التنظيم من جديد". وأوضح المسؤول العراقي"اللاعب علي صالح فرج ابرز لاعب مبارزة، اذ سبق له الحصول على الميدالية الفضية في البطولة العربية في الجزائر وله مستقبل زاهر - بإذن الله - وأتوقع أن يحفر هذا اللاعب لاسمه والعراق موقعاً مميزاً في خريطة الرياضة وخصوصاً سلاح المبارزة". وأضاف"نحن في الحقيقة في أمس الحاجة إلى الوقوف إلى جانبنا خصوصاً في هذه الظروف الصعبة ونحتاج إلى دعم أكبر وأقصد بذلك الدعم المعنوي والمؤازرة لكي نعيد أوراقنا وبناء الرياضة العراقية من جديد، فعودة العراق رياضياً - كما هو الحال سابقاً - سيدعم ويسهم في تطور مستوى الرياضة العربية ويعزز من موقفنا في المحافل الدولية أيضاً". وتطرق إلى أصعب المواقف التي مروا بها قبل الوصول"لن أنسى قبل حضورنا إلى السعودية ونحن متجهون للاستعداد للسفر فقد مررنا بأحد الشوارع وما هي إلا ثوانٍ بسيطة حتى انفجرت قنبلة بعدما تجاوزنا السيارة التي تقلها، ولكم أن تتخيلوا لو تأخرنا قليلاً ماذا سيكون الحال وهذه من إحدى الصعوبات والمشكلات التي يواجهها كل العراقيين، فنحن - كما تعرفون - نتدرب ونلعب في الملاعب والقصف والضرب من حولنا والصالة تهتز جنباتها ودوي المدافع وإطلاق الرصاص أصبح أمراً معتاداً والحياة مستمرة وعادية وهذا في حد ذاته يعد تحدياً كبيراً لتلك الظروف الصعبة".