بطولة عالم جديدة لسباقات سيارات فورمولا واحد تنطلق الأحد 6 الجاري، موعد الجولة الأولى المتمثلة بالجائزة الكبرى لأستراليا على حلبة ألبرت بارك في ملبورن، مدشنة موسماً "قياسياً تاريخياً" يتضمن 19 جولة، ومؤكدة مرة جديدة أن صاحب حقوق التنظيم بيرني إيكلستون كسب الرهان حتى إشعار آخر، أمام "أباطرة" الفرق أي الصانعين الذين هددوا مرات عدة ولا يزالون ب"الطلاق" وإطلاق بطولة على حسابهم، لا سيما أن الحوافز المادية مغرية وعوامل الجذب كثيرة والشعبية متنامية ونسبة المشاهدين المتابعين بشغف لأخبارها وتفاصيلها، تعد بالبلايين، وتشكل النسبة العالمية الثالثة الاكبر بعد مسابقات كرة القدم، وفي مقدمها المونديال الشهير، والألعاب الأولمبية. تتوجه الأنظار كالعادة بدءاً من 6 الجاري، إلى فريق فيراري "الحصان الجامح" حامل لقب الصانعين في الأعوام الستة الأخيرة، وإلى سائقه الألماني الفذ ميكايل شوماخر 36 عاماً بطل العالم سبع مرات وحامل جميع الأرقام القياسية باستثناء عدد مرات الانطلاق من المركز الأول، الذي يحمله البرازيلي الراحل إيرتون سينا 65 مرة في مقابل 63 لشوماخر، مع انطلاق منافسات بطولة العالم الجديدة لسباقات سيارات فورمولا واحد، في الموسم المضني، طالما أن الفريق الأحمر وسائقه الأول يبديان الشهية الكاملة لحصد المزيد من الإنجازات، علماً أن الاختبار الحقيقي لمدى التطوير المنشود والتدعيم الذي خضعت له الفرق وأجرت في ضوئه اختبارات وتجارب عدة لن تظهر نتائجه الفعلية إلا من خلال السباقات، وهذا ما يؤكده الخبراء وفي مقدمهم مديرو الفرق والسائقون. ويبقى البرازيلي روبنز باريكيلو السائق الثاني في فيراري وهو يحلم باللحظة التي ستمكنه من الفوز ببطولة العالم، مع أنها مستبعدة بظل وجود شوماخر في الفريق. وستسخدم فيراري، بطلة الصانعين، سيارة "أف 2004" المعدلة في السباقات الأربعة الأولى، قبل انتقالها إلى السيارة الجديدة "أف 2005" بدءاً من جائزة إسبانيا الكبرى، ما دفع بعض الخبراء للسؤال عن إمكان تأقلم السيارة القديمة مع تعديلات الاتحاد الدولي. وصمم السيارة الجديدة المهندس الإيطالي ألدو كوستا المرشح لخلافة روري بيرن الذي كان وراء نجاحات فيراري الأخيرة، ورأى المدير التقني روس براون أن السيارة الجديدة هي أفضل ما انتجه الفريق حتى الآن. وبعد النجاحات الباهرة التي حققتها بار هوندا الموسم الماضي واحتلالها المركز الثاني لدى الصانعين، يسعى الفريق الياباني إلى انتزاع المركز الأول من فيراري، لكنه سيفتقد إلى مدير الفريق دايفيد ريتشاردز الرجل اللامع في عالم الرياضة الميكانيكية، لعدم تمديد العقد مع شركة "برودرايف"، وحل مكانه نيكي فراي. وسيقود الإنكليزي جنسون باتون السيارة التي تحمل رقم "العميل السري" البريطاني جيمس بوند 007 للموسم الثاني على التوالي، بعدما حقق المركز الثالث عند السائقين، ويتطلع أيضاً لإحراز سباقه الأول. ويواصل زميله الياباني تاكوما ساتو تألقه ويطمح إلى الصعود مجدداً على منصة التتويج بعد مركزه الثالث في جائزة الولاياتالمتحدة. ولن يكون موقف رينو ثالثة الصانعين سهلاً خصوصاً بعد الإشاعات التي تناولت تلويح كارلوس غصن الرئيس المقبل للصانع الفرنسي بتقليص موازنة الفريق. ويستعد الإسباني فرناندو آلونسو 24 عاماً رابع الموسم الماضي على السيارة الجديدة "آر 25" سعياً إلى إثبات مقولة أنه السلاح الأقوى في وجه شوماخر. وسيكون إلى جانبه الإيطالي الموهوب جانكارلو فيسيكيلا الذي يملك فرصة جيدة لإثبات قدراته بعد عشرة مواسم أمضاها في عالم فورمولا واحد. وعلى رغم دعم بي أم دبليو المستمر لفريق ويليامس، إلا أن الأخير يجاهد للخروج من نفقه المظلم ومشكلاته المادية، ما أجبر السير فرانك ويليامس على استبدال الكولومبي خوان بابلو مونتويا ورالف شوماخر بالاسترالي مارك ويبر والألماني نيك هايدفلد. وكانت المنافسة شديدة على مقعد ويليامس الثاني، قبل أن يحسمه الألماني هايدفيلد أخيراً على حساب البرازيلي أنطونيو بيتزونيا الذي بقي كسائق ثالث في الفريق. ويقر المدير التقني أدريان نيوي أن السيارة الجديدة "أم بي 4-20" وهي الأولى التي أنتجها المركز التكنولوجي للفريق، في إمكانها منافسة فيراري.ويتوقع المراقبون تكرار مواجهات سينا - بروست خلال الثمانينات ضمن الفريق الواحد، بعد استبدال الاسكتلندي ديفيد كولثارد بالكولومبي "الثائر" مونتويا الذي يملك شخصية معاكسة لزميله الفنلندي كيمي رايكونن وصيف شوماخر عام 2003 والملقب ب"الرجل الجليدي". وحقق ساوبر قفزة نوعية باستقدامه بطل العالم السابق الكندي جاك فيلنوف 1997 الذي عاد للمنافسة مع رينو في نهاية الموسم الماضي. وسيقود البرازيلي الشاب فيليبي ماسا السيارة الثانية للفريق السويسري. وأصبح فريق "ريد بول" بعد أن اشترى النمسوي ديترتيتش ماتيشيتز مالك شركة مشروبات الطاقة فريق جاغوار، وافداً جديداً إلى الساحة، وقرر استقدام سائق الخبرة كولثارد بعد تسعة مواسم أمضاها مع ويليامس وماكلارين. وتعاقد مع النمسوي كريستيان كلاين سائقاً ثانياً والإيطالي فيتانتونيو ليوتزي سائقاً ثالثاً. ويقف فريق تويوتا حائراً أمام مطالبة الصانع الياباني ومحاسبيه بمنافسة فرق المقدمة لذا يهدد بترك فورمولا واحد في حال واجه خيبة أخرى هذا العام. وأملاً في تحسين النتائج استبدل الثنائي بانيس-داماتا بالألماني رالف شوماخر والإيطالي يارنو تروللي. ودفعت المشكلات المادية إيدي جوردان، مالك فرق جوردان، إلى التنازل عن حصته لمجموعة ميدلاند الكندية - الروسية الاستثمارية، وأصبح أسم الفريق ميدلاند-جوردان على أن يكون هذا الموسم بمثابة تحضير جدي لبطولة 2006. ويقود الفريق البرتغالي تياغو مونتيرو، إضافة إلى ناراين كارثيكيان 28 عاماً الذي بات أول هندي يخوض غمار البطولة. ويعتبر فريق ميناردي من أضعف الفرق المشاركة على رغم نشاط رئيسه بول ستيوارت، والذي استقدم الهولندي كريستيان ألبرتس من بطولة دي تي أم الالمانية والنمسوي باتريك فريساشر من فورمولا 3000. قوالب وتشهد البطولة تعديلات جذرية أجراها الاتحاد الدولي لرياضة السيارات، يتوقع أن تضفي إثارة أكبر على مجريات المنافسة بعد سيطرة شوماخر على اللقب في الأعوام الخمسة الأخيرة...من أبرزها تقليص التدعيمات الانسيابية للسيارات ودفع الجانح الخلفي إلى الأمام ورفع المقدمة الأمامية من 100 إلى 150 ملم واستعمال طقم إطارات وحيد خلال التجارب والسباق، كما ذهب البعض بالمطالبة إلى إلغاء عمليات التوقف للتزود بالوقود. وشملت التعديلات أيضاً مدة استعمال المحرك من سباق إلى سباقين، وفي حال تعطله خلال تجارب يوم السبت يحق للسائق استبداله بآخر جديد، لكنه ينطلق في المقابل من الصف الأخير ويجبر على استعماله في السباق التالي. وتسهم هذه التغييرات باعتماد السائقين على موهبتهم والتعامل مع سيارات قليلة الثبات، سعياً إلى المزيد من متعة المشاهدة. وفي التجارب الرسمية، سيرتسم خط الانطلاق بجمع التوقيت الذي يحققه السائق يوم السبت مع التجارب الثانية التي ستقام صباح الأحد، وهو قرار ربما سيعقد حسابات المشاهدين.