اطفأ السائقون محركات سياراتهم، وذهبوا الى اجازة اثر انتهاء منافسات جائزة اليابان الكبرى امس على حلبة سوزوكا، الجولة الاخيرة من بطولة العالم لسباقات فورمولا واحد لعام 2001، والتي احرز الالماني ميكايل شوماخر لقبها قبل ان تنتهي بثلاث جولات، وتحديداً عندما فاز بجائزة المجر الكبرى في آب اغسطس الماضي. وستتوقف السباقات الى 3 آذار مارس المقبل حين تنطلق الجولة الاولى من بطولة عام 2002 بجائزة استراليا الكبرى في ملبورن، لكن هذا لا يعني ابداً ان هذه الفئة من المغامرين المتمثلة في السائقين الذين يتمتعون بأعصاب حديد ويضعون رؤوسهم على أكفهم خصوصاً مع ازدياد معدلات السرعة التي تفوق أحياناً ال300 كلم/ ساعة، سيمتثلون فعلاً الى الراحة طيلة هذه الفترة، لأنهم سيخلدون اليها أسابيع قليلة قبل أن يبدأوا في أواخر كانون الأول ديسمبر المقبل اختبار سياراتهم الجديدة المتطورة بفعل التقنيات المتقدمة التي هي نتاج لجهد دؤوب يمتد الى 24 ساعة من 24 والى 365 يوماً من 365 من الفنيين والتقنيين القائمين على تصنيعها. لقد انتهت منافسات السرعة والجنون والتهور، وهدأت المحركات العملاقة الصاخبة وحطت بطولة العالم رحالها، لكن المهندسين بدأوا على الفور في وضع الدراسات والتصميمات المتطورة استعداداً للموسم الجديد. وعلى رغم مرور نحو الشهرين على انجاز فيراري وفوزها بلقب السائقين والصانعين لهذا العام، بيد ان شوارع مدينة مارانيللو الايطالية، معقل الفريق، والمزينة بالاعلام الحمر ذات الجواد الجامح الذي يمثل شعار سيارات "فيراري"، زادت فرحتها امس بعد ان انهى "شومي الكبير" الجولة الاخيرة من بطولة العالم بانتصار جديد. وحل الكولومبي خوان بابلو مونتويا وليامس بي ام دبليو ثانياً، والبريطاني ديفيد كولثارد ماكلارين مرسيدس ثالثاً. وجاء الفنلندي ميكا هاكينن ماكلارين مرسيدس رابعاً بفارق 539،35 ثانية، والبرازيلي روبنز باريكيللو فيراري خامساً بفارق 544،36 ثانية. والفوز هو التاسع هذا العام لشومي الكبير، والثالث والخمسون منذ احترافه وهو رقم قياسي جديد. وقطع السائق الالماني المسافة البالغة 331،310 كلم في زمن 298،33،27،1 ساعة بمعدل سرعة 664،212 كلم/ساعة. وتصدر ميكايل شوماخر الترتيب النهائي لبطولة السائقين ب123 نقطة، وتلاه كولثارد 65، و باريكيللو 56، ورالف شوماخر 49، وهاكينن 37 نقطة. واحتفظت فيراري بلقب الصانعين ب179 نقطة، وتلتها ماكلارين مرسيدس 102، ووليامس بي ام دبليو 83، ساوبر بتروناس 22، وبار هوندا 17، جوردان هوندا 17 نقطة. والواقع ان رياضة سيارات فورمولا واحد من اعقد الرياضات في العالم الحديث وأصعبها وانجحها واكثرها سرية، لأنها تمثل عالماً قائماً بذاته فيه انفاق كثير وارباح اكثر. كل شيء مبرمج وعلى أعلى المستويات، فهي عملية تجارية مربحة اتخذت من هوس عدد كبير من البشر بعنصري السرعة والاثارة طريقاً لنجاحها... ووراء كل ذلك فرق لا عد لها ولا حصر ان على صعيد النوعية او الكمية. وقد قدر لبطولة العالم للسائقين ان تبلغ قمة الاثارة وتشد اهتماماً كبيراً حتى من أولئك الذين لا تعني هذه الرياضة لهم شيئاً كبيراً، بفضل المنافسات التي حفلت بها دائماً، فالرياضة من دون تنافس على الألقاب لا معنى لها على الاطلاق... ومعرفة هوية الفائز سلفاً ليست من الرياضة في شيء وهذا ما لا ينطبق ابداً على هذا النوع من السباقات التي تتغير نتائجها من لحظة الى اخرى. وواجهة هذه الرياضة هم السائقون، وهم بدورهم عالم مصغر قائم بذاته، يبيعون المخاطرة بأثمان غالية، والنخبة منهم أمثال ميكايل شوماخر، والفنلندي ميكا هاكينن ماكلارين مرسيدس، والاسكتلندي ديفيد كولثارد ماكلارين مرسيدس، والبرازيلي روبنز باريكيللو فيراري، والفرنسي اوليفييه بانيس بار هوندا، والكندي جاك فيلنوف بار هوندا ... هم الأوفر ربحاً في عالم الرياضة. والفائزون بسباقات بطولة العالم لهذا العام هم ميكايل شوماخر استراليا وماليزيا واسبانيا وموناكو واوروبا وفرنسا والمجر وبلجيكا واليابان، ورالف شوماخر سان مارينو وكندا والمانيا، وكولثارد البرازيل والنمسا، وهاكينن بريطانيا والولايات المتحدة، ومونتويا ايطاليا. اما الفائزون ببطولة العالم في السنوات العشر الأخيرة فهم: 1992 و1993: البريطاني نايغل مانسل وليامس رينو، الفرنسي الن بروست وليامس رينو، و1994 و1995: الألماني ميكايل شوماخر بينيتون فورد، و1996: البريطاني دايمون هيل وليامس رينو، و1997: الكندي جاك فيلنوف وليامس رينو، و1998 و1999: الفنلندي ميكا هاكينن ماكلارين مرسيدس، و2000: الألماني ميكايل شوماخر فيراري، و2001: الألماني ميكايل شوماخر فيراري. والسائقون الاكثر القاباً في بطولة العالم هم الارجنتيني خوان مانويل فانجيو اعوام 1951 و1954 و1955 و1956 و1957، والفرنسي الان بروست 1985 و1986 و1989 و1993، والالماني ميكايل شوماخر 1994 و1995 و2000 و2001، والاسترالي جاك براهام 1959 و1960 و1966، والاسكتلندي جاكي ستيوارت 1969 و1971 و1973، والنمسوي نيكي لاودا 1975 و1977 و1984، والبرازيلي نيلسون بيكت 1981 و1983 و1987، والبرازيلي ايرتون سينا 1988 و1990 و1991.