فيما تسلط الحكومة الاسرائيلية الاضواء على تفاصيل خطتها لاخلاء مستوطنات قطاع غزة، وتغرق الفلسطينيين كما اطراف المجتمع الدولي الفاعلة، في جزئية كيفية"نقل"ما تسميه"الممتلكات الاسرائيلية"على ارض القطاع، تحث سلطاتها الخطى لانجاز الشق الثاني من خطة"فك الارتباط"الاحادية الجانب والمتعلق باعادة ترسيم حدودها مع الضفة الغربية على حساب اراضي الفلسطينيين، وبما يضمن ضم المستوطنات وربطها جغرافيا بالدولة العبرية من خلال تشييد"الجدار الفاصل"، وذلك في مشهد بدا فيه الفلاح الفلسطيني، صاحب الارض، وحيدا في مواجهة الجرافات الاسرائيلية ووسائل القمع الاسرائيلية. واصيب 16 مواطنا، من بينهم مسن في الخامسة والستين من العمر، بجروح مختلفة على يد جنود الاحتلال الاسرائيلي خلال مواجهات جرت مع المواطنين الذين حاولوا التصدي للجرافات الاسرائيلية بصدورهم لمنعها من اقتلاع اشجارهم في قرية بيت سوريك شمال غربي مدينة القدس. واعتدى الجنود بالهراوات على مئات الفلسطينيين المعتصمين في ارضهم لليوم الرابع على التوالي. واصيب مواطنان على الاقل بجروح في الصدر والوجه جراء اطلاق قنابل الغاز الحارقة باتجاه المعتصمين. جدار بيت سوريك يعزل 8 قرى وفي حال استكمال بناء هذا المقطع من الجدار، ستتم محاصرة ثماني قرى فلسطينية تقع شمال غربي القدس في كانتون معزول يفصلها عن المدينة المقدسة. وفي خطوة هي الاخيرة في المخطط الاسرائيلي لمسار"الجدار الفاصل"في المقطع الجنوبي للضفة الغربية، اصدر قائد قوات الجيش الاسرائيلي في جنوب الضفة قرارا بمصادرة نحو 11 الف دونم من اراضي الفلسطينيين في قرى الظاهرية والسموع ويطا تمهيدا لبدء اعمال التجريف لبناء الجدار، فيما العمل جار على قدم وساق لاستكمال بناء المقطع الذي يمر في قرب شمال غربي مدينة القدس. وأبلغت سلطات الاحتلال اصحاب الاراضي المهددة بالمصادرة في القرى الفلسطينية الثلاث جنوب محافظة الخليل، بقرار المصادرة لصالح بناء جدار بطول نحو عشرة كيلومترات ويطاول مساحات واسعة من اراضي المواطنين الزراعية والرعوية. ووفقا لمسار الجدار الذي اوضحته خرائط المصادرة، سيتم ضم اربع مستوطنات مقامة على اراضي المواطنين الى حدود اسرائيل. وهذه المستوطنات هي"اشكلوت"المقامة جنوب الظاهرية و"شاني لفتا"المقامة على اراضي السموع و"سنسانة"المقامة جنوب غربي الرماضين و"متسودا يهودا"جنوب يطا. ووصف المزارعون في المنطقة القرار الاسرائيلي بأنه بمثابة"نكبة"تجهز على ما تبقى من اراضيهم التي دأبت سلطات الاحتلال الاسرائيلي منذ العام 1967 على قضم اجزاء منها بهدف بناء مستوطنات عليها. ويتجاوز طول الجدار الاسرائيلي بحسب المخطط المصادق عليه من الحكومة الاسرائيلية، 622 كيلومترا تمتد من اقصى شمال الضفة حتى جنوبها. وانتهت اسرائيل من بناء 220 كيلومترا حتى الان، فيما يجري العمل على انهاء 250 كيلومترا اخرى حتى الصيف المقبل تتركز في معظمها وسط الضفة وحول القدسالشرقية. ثلاث بؤر استيطانية جديدة وفي اجراء اعتبره الفلسطينيون تحديا للتصريحات التي ادلى بها الرئيس جورج بوش قبل يومين التي طالب فيها اسرائيل ب"تجميد الاستيطان"، كشف الفلسطينيون في قريتي بلعا وصفا غرب مدينة رام الله عن البدء في بناء ثلاث بؤر استيطانية جديدة على اراضيهم.