التقى البطريرك الماروني نصرالله بطرس صفير في بكركي أمس سفير فرنسا في لبنان برنار ايمييه للمرة الثانية في غضون اسبوع. ورفض السفير ايمييه الادلاء بأي تصريح بعد اللقاء. ثم استقبل صفير وفداً من"لقاء قرنة شهوان". وقال سمير فرنجية بعد اللقاء:"الاتجاه هو اعطاء الاولوية لمسألة التحقيق لمعرفة من قتل الرئيس رفيق الحريري، وهذه هي الاولوية المطلقة في المرحلة الحالية للمعارضة"، مضيفاً ان"ربما الفراغ انتهى مع استقالة الحكومة، ولا شك في ان هناك صعوبة في تشكيل الحكومة الجديدة لان الحكومة المطلوبة هي انتقالية هدفها في الدرجة الأولى كشف الحقيقة، وهذا يعني استقالة المسؤولين الأمنيين لتمكين التحقيق من اخذ مجراه ولان هؤلاء اثبتوا تقاعساً أو تواطؤاً، وتشكيل لجنة تحقيق دولية وليس لجنة تقصي حقائق، إضافة إلى أن هذه الحكومة ستشرف على انتخابات نيابية نزيهة بعد التأكد من حصول انسحاب الجيش السوري من لبنان، وهذه الانتخابات لن تجري والجيش السوري موجود مثما هو موجود اليوم". وأوضح فرنجية"ليس المطروح مشاركة المعارضة في الحكومة وليس مطلبنا تشكيل حكومة معارضة، انما مهمتنا تأمين انتقال سليم من وضع الى وضع آخر، وما يحدد وصول المعارضة الى السلطة هو الانتخابات النيابية الحرة، وهذه المرحلة الانتقالية تتطلب حكومة حيادية". وأضاف:"في السلطة الحالية قد يكون المدير العام أهم من الرؤساء الثلاثة مجتمعين، فهذه السلطة هي سلطة أمنية ونريد الانتهاء منها، وذلك بأسلوب ديموقراطي وسلمي، ومطالبتنا بإقالة المسؤولين الأمنيين هي للإثبات خصوصاً للبنانيين أن هناك صفحة طويت في تاريخهم، ولن نقبل بعد اليوم ان نحكم من مجموعة ضباط لا محاسبة لهم ويتخطون كل الاعراف والقوانين". كما التقى صفير النائب بطرس حرب الذي قال بعد اللقاء:"هذه الاستقالة تضعنا أمام مسؤوليات اكثر حدة وإلحاحاً، أتصور ان تكون المعارضة بعد هذه الاستقالة قادرة على تحمل مسؤولياتها بوعي وحكمة ووطنية، لان البلد يحتاج في هذه الظروف الى الحنكة والادراك لخطورة المرحلة لانه اذا زلت بنا القدم قد تؤدي الى تدمير كل هذه الانجازات"، مضيفاً:"نريد حكومة لا تحوي مرشحين لكي تتمتع بالمصداقية المطلوبة ولا تتجاذبها مصالح انتخابية". واوضح حرب:"في الحقيقة اذا كانت السيدة بهية الحريري مرشحة قد نصطدم بالتمني او الشرط الذي وضعته المعارضة، ولكن ذلك لا يمنع ان السيدة الحريري تتمتع بالاحترام وهي، لا سيما في موقعها الحالي، ممكن طرح اسمها جدياً، ولكنني اؤكد انه لا يجوز ان ينفرد احد او قوة من قوى المعارضة في تسمية مرشحيها وتصبح اسيرة هذه التسمية، وسنبحث في اجتماع"قرنة شهوان"اليوم هذه المسألة وسيليه اجتماع مشترك لقوى المعارضة حول شخصية رئيس الحكومة وشكلها وحجمها ودورها وبرنامجها". ورداً على سؤال حول ما اذا ستطالب المعارضة باستقالة رئيس الجمهورية، اجاب حرب:"ليس وارداً للمعارضة اليوم ان تخلق حالة فراغ في البلد، لقد كنا ضد التمديد ولا نزال، ولكننا نعتبر اننا في مرحلة حصلت فيها جريمة كبيرة هزت البلد، ويجب ان يصار الى كشف الحقيقة، لذلك مطلبنا هو اقالة من تجب اقالته في الاجهزة الامنية بسبب تقاعسهم واهمالهم لمهماتهم". وشدد حرب على ضرورة الانسحاب السوري قبل الانتخابات لكي تتم بنزاهة، رافضا القبول"بالمنطق السوري، فهو منطق مرفوض، ولقد وضع اتفاق الطائف من دون ان يربط الوجود السوري العسكري في لبنان بالنزاع العربي - الاسرائيلي او بمشروع السلام، ولقد كان الوجود السوري في لبنان لمؤازرة الدولة اللبنانية لاعادة بناء قواتها العسكرية والامنية وحل الميليشيات، ولكن لم يكن في ذهن احد في الطائف ان يكون لهذا الوجود دور في ادارة الحياة السياسية او الاستخبارية في البلاد". واستقبل صفير ايضاً وفد اتحاد جمعيات العائلات البيروتية برئاسة امين عيتاني الذي شدد على ضرورة"تحصين الساحة الداخلية". ثم التقى صفير النائب منصور البون وعضو لقاء"قرنة شهوان"السفير السابق سيمون كرم الذي وصف ما حدث امس بأنه"انتصار للشعب اللبناني وللديموقراطية اللبنانية وانها محطة للهدوء والحكمة والتبصر"، مضيفاً ان"المعارضة اللبنانية تود لو تترأس الحكومة السيدة بهية الحريري فتكون مؤتمنة على التحقيق في مصرع الرئيس الشهيد رفيق الحريري وتكون مؤتمنة على كشف كل ملابسات وخفايا الجريمة النكراء". بعدها التقى البطريرك صفير رئيس حزب الجبهة الوطنية اللبنانية المحامي أرنست كرم الذي اشار في بيان وزعه الى ان"المطلوب من الشرعية الدولية ان تعمل بجدية وروية وتقنية عالية لمساعدة لبنان لاجتياز المرحلة، والحؤول دون اي شرخ من شأنه ان يهدد الاستقرار ووحدة اللبنانيين في هذه المرحلة الخطرة". بعدها استقبل الوزير ابراهيم الضاهر الذي قال بعد اللقاء:"نحن دائماً حريصون على ديمومة الدستور وثبات المؤسسات، واتمنى ان نظل في ظل هذا الجو الديموقراطي لنحافظ على حرية التعبير والاستقرار والمؤسسات".