أعلنت منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك أنها قررت أمس في أصفهان إيران زيادة حصصها الإنتاجية بمقدار 500 ألف برميل في اليوم على الفور محتفظة بإمكان إقرار زيادة إضافية بمقدار نصف مليون برميل في اليوم في حال بقيت الأسعار مرتفعة. وبعيد الاجتماع زادت اسعار النفط الى 56 دولار. العرض والطلب وكان وزراء "أوبك" عقدوا اجتماعاً صباحياً على هامش اجتماع المنظمة جمع ممثلين لدول نفطية من خارج المنظمة هم وزراء أنغولا ومصر وعمان وسورية وممثل شركة بيمكس الحكومية عن المكسيك. وعلمت "الحياة" من مصدر مطلع أن مدير الأبحاث في "أوبك" والأمين العام بالوكالة عدنان شهاب الدين شرح خلال الاجتماع توقعات المنظمة عن حركة العرض والطلب خلال العام الجاري، مؤكداً أن "الطلب على النفط سينخفض على الوتيرة التقليدية في الربعين الثاني والثالث، ليعود إلى الارتفاع في شكل لافت في الربع الرابع من السنة". ووصف شهاب الدين وضع الطاقة الإنتاجية في دول المنظمة وخارجها بأنه "محدود"، معتبراً أنه "ينبغي الأعداد للربع الأخير من السنة في ضوء عدم توقع طاقة إنتاجية فائضة في الشهور المقبلة". ورأى أنه "على رغم تخطي المخزون مستواه العام الماضي"، إلا أنه شدد على "وجوب تركه على هذا المستوى لمواجهة الارتفاع في الطلب في الربع الرابع من السنة". وكشف شهاب الدين عن أرقام الطلب على النفط العالمي في الربع الثاني الذي سيصل إلى 82.5 مليون برميل يومياً وفي الربع الثالث 83.4 مليون برميل وفي الربع الرابع 85.8 مليون برميل. أما الطلب على نفط "أوبك"، فتوقع أن يبلغ 27.7 مليون برميل في الربع الثاني و28.5 مليون برميل في الربع الثالث و30.3 مليون برميل في الربع الرابع. وتناول ممثل المكسيك في الاجتماع مشكلة الفروق في السعر بين النفوط الخفيفة والثقيلة التي "تعاقب الدول المصدرة للنفط الثقيل من نوعية "مايا"، مثل المكسيك التي تبيع برميل النفط "مايا" في الولاياتالمتحدة بما بين 30 و31 دولاراً". وتتخوف المكسيك من المنافسة التي قد تسببها زيادة الإنتاج من النفوط المتوسطة المصدرة من الخليج في الأسواق الأميركية، كما اقترح وزير النفط الفنزويلي مناقشة الفروق في الأسعار. وقال المصدر إن وزيري النفط الجزائري شكيب خليل والقطري عبد الله العطية اعتبرا أن التوقعات المعلنة عن الطلب في الربع الأخير مضخمة بعض الشيء، ويجب الحذر من اتخاذ قرار رفع الإنتاج. تغير الموقف الإيراني وأكد مندوب إيران لدى مجلس محافظي "أوبك" حسين كاظم بور أردبيلي ل"الحياة" أن الأعضاء توافقوا على زيادة الإنتاج بمقدار 500 ألف برميل يومياً، على أن تكون الزيادة التالية، البالغة 500 ألف برميل يومياً أيضاً، بناء على تقدير رئيس المنظمة بعد التشاور مع جميع الأعضاء وإجماعهم حول المسوغات. وأكدت إيران، التي كانت معارضة لهذه الزيادة، أن لا خوف من تراجع الأسعار العالمية، وأن على جميع الأعضاء البقاء على تواصل وتنسيق لمتابعة تطورات الأسواق حتى يمكنهم اتخاذ القرارات المناسبة لمواجهة تراجع الأسعار. الطاقة الإنتاجية وقال رئيس "أوبك" وزير النفط الكويتي الشيخ أحمد الفهد الصباح إن طاقة المنظمة الإنتاجية الاحتياطية ستصل إلى ثلاثة ملايين برميل يوميا بنهاية العام وان لدى المنظمة إمكانات نفطية كبيرة لدعم النمو الاقتصادي العالمي والتعويض عن أي مشاكل طارئة في الإمدادات. وقال مستشار الرئيس النيجيري لشؤون النفط إدموند داوكورو إن السعر الذي يمكن أن يقود إلى زيادة إضافية "اكثر من 55 دولاراً". وقال إن نيجيريا ستشارك في زيادة الإمدادات التي اتفقت عليها "أوبك". وقال داوكورو للصحافيين: "لدينا ما بين 100 و150 ألف برميل من النفط يمكن توفيره بسهولة وسيبدأ إنتاجها في الأشهر القليلة المقبلة." وأضاف أن "شل" أبلغته ببيانات موثوقة تفيد أن حقل بونجا العملاق قبالة سواحل نيجيريا سيبدأ الإنتاج في تموز يوليو قبل أشهر قليلة من الموعد المذكور في موازنة نيجيريا الأخيرة. وقدر شهاب الدين الطاقة الفائضة لدى السعودية بواقع 1.7 مليون برميل يومياً مقارنة مع أحدث رقم للإنتاج الذي أعلنه وزير البترول السعودي علي النعيمي هذا الأسبوع وهو 9.5 مليون برميل يومياً. وقال شهاب الدين بعد اجتماع "أوبك" إن الإمارات والكويت تملكان معاً ما بين 150 و 200 ألف برميل يومياً من الطاقة الفائضة وان كان هذا الحجم يتذبذب من شهر إلى آخر.