كتبت حلقات عن المحافظين الجدد وجاءت الردود والتعليقات على هذه الحلقة أو تلك، وبعض الآراء يستحق العرض، حتى وأنا أعترض عليه، اثباتاً لديموقراطيتي بعد طول اقامة في الغرب. القارئ غاري هانكن يقول انه يختلف معي كثيراً في موضوع وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس التي توقعت لها نجاحاً في عملها. وهو يقول انها كانت مستشارة الأمن القومي عندما وقع ارهاب 11/9/2001، فلم تفعل شيئاً قبله أو بعده، وهي قد تكون عازفة بيانو ماهرة وصديقة للرئيس إلا انها كذبت على الشعب الأميركي مرات عدة، ولا يجوز الوثوق بها. أما القارئ جمال عقباني فيقول ان المهمة الرئيسة للدكتورة رايس هي الإيحاء بأن هناك نشاطاً في قضية السلام بين الفلسطينيين واسرائيل. غير ان الحقيقة ان عملية السلام ستستمر طالما ان مصالح اسرائيل غير مهددة، مما يعني تثبيت سيطرة اسرائيل على القدس ومصادر المياه، لأن القضايا الأخرى أقل أهمية. وبما ان اسرائيل تسيطر على الكونغرس الاميركي فإنها ستظل تملي علينا السياسة الخارجية الأميركية التي تريدها. ويقول القارئ عزيز خصاونة ان أولويات السياسة الأميركية في الشرق الأوسط هي ان أمن اسرائيل يأتي أولاً، وبعد ذلك إمدادات النفط، وهم الآن يتكلمون عن الديموقراطية كأنها العلاج الشافي من كل الأمراض. أما المحافظون الجدد فيجب الاعتراف لهم بأنهم نجحوا في جعل مصالح الولاياتالمتحدة ومصالح اسرائيل تبدو واحدة، أما البقية فمجرد تفصيل. وعندي الآن ثلاث رسائل مختلفة سيكون ردي عليها في النهاية واحداً: - قارئ كلّف نفسه عناء تأليف عنوان له في البريد الالكتروني باسم الفريق بي الفريق الذي زعم وجود أسلحة سوفياتية غير موجودة ليعترض على قولي ان الدكتورة كن خبيرة حقيقية تحدثت في البرنامج"قوة الكوابيس"، ويقول انها من اختراع الليبراليين. - القارئ جون سمايث يعارض قولي انه في نهاية السبعينات كان هناك ملايين المسيحيين الأصوليين في الولاياتالمتحدة، الا ان المبشرين قادتهم قالوا لهم ألا يصوتوا في الانتخابات لأن المجتمع والسياسة فاسدان. والقارئ يقول انه كان أصولياً مسيحياً نشطاً جداً، ولم يسمع بشيء مما قلت ويشك ان غيره سمع به، على رغم انه لا يستبعد وجود أقلية لم تشارك في التصويت. - القارئ أريك ماكاراراتنغ يعارض قولي ان المفكر الراحل ألبرت وولستيتر عارض بشدة الحد من التسلح او نزع السلاح، ويقول انه قرأ كل ما كتب وولستيتر، ولا يعرف من أين جئت بمعلوماتي. أقول للقراء الثلاثة أعلاه ان مراجعي عن المسيحيين الصهيونيين والمحافظين الجدد كانت أميركية في معظمها، مع قليل بريطاني، من دون أي مادة عربية او أوروبية شرقية وما الى ذلك. وعندي كيلوغرامات من الوثائق والتقارير والدراسات لن أقول انها أطنان مجموعة في ثلاثة صناديق كبيرة، واذا زار أي من القراء لندن فهو يستطيع الغوص فيها، او ينتظر حتى استطيع ان أرسل له المطلوب بنفسي. وأكمل بالقارئ باري سميل، وهو يقول ان صدقيتي وموضوعيتي تضيعان عندما أقول ان في اسرائيل حكومة نازية تضم مجرمي حرب من مستوى نازي، لأن هذا يظهر انني في مثل تحامل الفريق الآخر، أمثال بول وولفوفيتز وريتشارد بيرل وآخرين الذين اتهمهم بالانحياز الكامل لاسرائيل. والقارئ يقول انني في اتهامي اسرائيل بأنها دولة نازية اعترفت بأن عندي تضارب مصالح ايضاً كالفريق الآخر. أرجو ان يصبر القارئ علي، وأن يتسع صدره لبعض الشرح، فأنا لم اتهم اسرائيل، وانما اتهمت الحكومة الاسرائيلية، ولم أقل"نازية"وانما قلت"تصرفات نازية". ثم انه لا يوجد تضارب مصالح في موضوعي، فأنا أكتب كعربي يعارض ممارسات اسرائيل ويريد قيام دولة فلسطينية، ولا ادعي شيئاً آخر، اما أمثال وولفوفيتز وبيرل فيدعون انهم أميركيون في حين انهم موجودون في الحكم لخدمة اسرائيل وحدها. لم تكن كل الرسائل سلبية، فقد كانت هناك رسائل تؤيد ما ذهبت اليه عن المحافظين الجدد: - القارئة جاكلين اوليت، من كندا، تقول ان موضوعي منطقي ويشرح وجهة نظري، الا انه يظهر كرهاً لاسرائيل، وهي لا تريد ان تدافع عن اسرائيل، ولكن تقول انها لم تشعر بمثل هذا الكره من اسرائيل تجاه العرب. وأقول ان من الواضح ان القارئة لا تتابع"فتاوى"حاخامات المستوطنين وما تنشر وسائلهم الاعلامية. وفي جميع الاحوال فأنا أرجو ان نتجنب جميعاً الكره، فما عندي هو معارضة شديدة لحكومة آرييل شارون، وهناك اسرائيليون كثيرون يريدون السلام، وموقفهم معقول. اما القارئ جيمس ستيوارت فيصر عليّ ان أظل أكتب عن الموضوع ويقول ان الحلقات تضم بعض أفضل ما قرأ من بحوث عن المحافظين الجدد. وهو يقول ان الأميركيين لا يعرفون ما يجرى وعندما تنهار الامبراطورية سيسألون: ماذا حدث؟ ويسألني القارئ ر. م. العلي لماذا لا يرفع العرب والمنظمات الاسلامية قضايا في المحاكم على المحافظين الجدد بسبب ما أوقعوا من أذى في العراق وللشعب الفلسطيني. هم يستحقون ان يحاكموا، وان ينتهوا في السجون، ولكن أي عدالة نطلبها يا أخي؟ هل هي ما نرى في خليج غوانتانامو أو في أبو غريب؟ لا عدالة عندما يكون الخصم هو الحكم. وأختتم بالقارئ محمد سعيد فرح أو فرج في الرسالة الوحيدة اليوم بالفاكس وبالعربية كل الرسائل السابقة الكترونية وبالانكليزية وهو يشن حملة عنيفة على الوزير الروسي في حكومة شارون ناتان شارانسكي بسبب كتابه"قضية الديموقراطية"والشهرة غير المستحقة، التي نالها. يا أخ محمد لا تتعب نفسك. تقرير ساسون الرسمي الاسرائيلي دمر سمعة الوزير شارانسكي، على رغم إعجاب جورج بوش به، فقد تبين انه يموّل سراً البؤر الاستيطانية، أي انه عدو للسلام كما قدرنا دائماً.