تسارعت مجدداً أمس وتيرة التصعيد الأمني في العراق، وانفجرت خمس سيارات مفخخة واصيبت مروحية اميركية عشية الجلسة الأولى للجمعية الوطنية البرلمان المنتخبة، والتي تنعقد وسط اجراءات مشددة في بغداد، وسحب ملبدة حول المفاوضات الكردية الشيعية لتشكيل تحالف يمهد لولادة الحكومة الجديدة. راجع ص4 و5 وفي ظل استمرار الاحتجاجات المناهضة للأردن، والدعوات الى طرد مواطنيه من العراق، أعلن قائد شرطة النجف اعتقال كردي عراقي من الموصل، نفذ عملية اغتيال محمد باقر الحكيم، وكان يخطط لعمليات انتحارية في النجف لاغتيال المرجع الشيعي علي السيستاني، وتنفيذ تفجيرات قرب مرقد الإمام علي بن أبي طالب. في الوقت ذاته، أبدى الزعيم الكردي مسعود بارزاني تشدداً حيال مسألتي بقاء قوات"البيشمركة"وهوية كركوك، رافضاً تأجيل أي حل لكركوك وأي تغيير في قانون إدارة الدولة إذا لم يحظ ب"التوافق"وحمّل أطرافاً مشاركة في المفاوضات الماراثونية في بغداد مسؤولية تعثر المحادثات، لأنها تعتبر أنها"دولة ونحن معارضة، ومع عقلية كهذه لا يمكن التوصل الى نتيجة". ونقلت وكالة"فرانس برس"عن بارزاني قوله في تصريحات نشرتها صحيفة"التآخي"الناطقة باسم حزبه الديموقراطي الكردستاني:"لا يمكن حل قوات البيشمركة بقرار من أي دولة أو حزب أو شخص، وسيستمر وجودها مع تغيير واجباتها. إن البيشمركة شجرة اينعت ثمارها بدماء ودموع شعب، ولم تؤسس بأمر من أي دولة أو حزب أو شخص، ولولاها لما كان للأكراد أي وجود". وشدد بارزاني على أن مشكلة كركوك"تعالج وفق المادة 58 من قانون إدارة الدولة العراقية الموقت، وهي معالجة مناسبة، وتأخير حل مسألة كركوك والمناطق الأخرى من كردستان لا يمكن قبوله". واستدرك ان"هذا القانون يجب أن يكون أساساً لصوغ الدستور الدائم، ويمكن أن ينظم في صورة أفضل"، مؤكداً أن الأكراد"لن يقبلوا بأي شكل أي تغيير في فقراته أو تقليصه أو محوه إلا على اساس التوافق". وأبدى تشاؤمه بالمفاوضات بين قائمة"التحالف الكردستاني"ولائحة"الائتلاف الموحد"الشيعية، إذ قال إن"هناك بعض التقدم في المحادثات، لكن بعض الأطراف يعتقدون بأنهم دولة ونحن معارضة، ومع عقلية كهذه لا يمكن التوصل الى نتيجة". وشهدت كركوك أمس تجمعاً شعبياً للعرب والتركمان، طالب بتعديل المادة 58 من قانون إدارة الدولة، وشدد ممثل لبارزاني على أن"الأكراد في كركوك اليوم غالبية، ولا تنازل عن كردستانيتها". وحدد مسؤول في حزب بارزاني مهلة حتى نهاية السنة لحل مسألة المدينة و"تطبيع الأوضاع فيها". في النجف كشف اللواء غالب الجزائري قائد الشرطة اعتقال منفذ عملية اغتيال السيد محمد باقر الحكيم، وذلك قبل عشرة أيام. وأعلن انه"كان يحاول تنفيذ عمليات انتحارية أخرى في النجف، منها اغتيال السيستاني، وتنفيذ تفجيرات قرب مرقد الامام علي بن ابي طالب لانتحاريين بواسطة أحزمة ناسفة". واضاف ان"اسم الارهابي هو رمزي هاشم، كردي من مواليد الموصل واعترف باغتيال الحكيم في مقابل 2500 دولار وبتوجيه مباشر من ملا علي أحد زعماء تنظيم الجهاد الارهابي الذي ينتمي اليه". وعن كيفية محاولة رمزي اغتيال السيستاني قال الجزائري ان المعتقل"اعترف بأنه كان ينوي تفجير مبالغ الحقوق الشرعية، عن طريق وضع المتفجرات فيها، ومن ثم نسفها عن بعد، بعد ادخالها الى المكتب". في غضون ذلك، واصل أهالي النجف التظاهر تنديداً بما وصفوه ب"عرس الدم"الذي تردد أن عائلة الاردني رائد البنا الذي يعتقد انه نفذ الهجوم في الحلة، نظمته. ونفى مكتب السيستاني في النجف ان يكون المرجع او المكتب اصدرا بيان استنكار أو تصريحاً صحافياً بخصوص قضية"الاحتفال"الذي نظمته عائلة البنا في مدينة السلط الاردنية. وقال ناطق اعلامي في مكتب الاسيستاني ل"الحياة"ان المرجع الشيعي"تأثر بهذا الحدث الاجرامي لتشمت العائلة بدماء العراقيين، ويريد من الحكومة الاردنية ان تتدخل في مثل هذا الموضوع، لكنه لم يصدر بياناً او لم يطالبها بأي عمل عبر وسائل الاعلام، ومنع وكلاءه من التصريح او الرد على اي سؤال يوجه اليهم حول المسألة منعاً لحصول فتنة طائفية". وكان والد البنا نفى ان تكون لابنه"أي علاقة بعملية انتحارية خصوصاً في الحلة، لأنه توفى في الموصل". كما نفى ان تكون عائلته نظمت احتفالاً. وانفجرت امس 5 سيارات مفخخة في بغداد، وأسفرت عن مقتل جندي اميركي و5 عراقيين على الاقل واصابة عشرات. كما قتل عنصر من"المارينز"في الانبار.