في الأسبوع الثالث لمهمته في لبنان بتكليف من الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان، أجرى الفريق الدولي لتقصي الحقائق في حادثة اغتيال الرئيس رفيق الحريري برئاسة الخبير الايرلندي بيتر فيتزجيرالد مسحاً جديداً على مكان وقوع الانفجار في منطقة السان جورج في بيروت بحضور المحقق العدلي في القضية القاضي ميشال أبو عراج يرافقه عدد من الخبراء اللبنانيين. وأوضحت مصادر مطلعة ان هذا المسح يأتي بعد التقارير التي أعدها الفريق الدولي بعد تفقده أكثر من مرة مكان وقوع الحادث، وما توافر له من معلومات وأدلة حول القضية. وذكرت المصادر ان الفريق الدولي أطلع القاضي أبو عراج على نتيجة تلك التقارير، وطلب منه بعض التوضيحات حول ما ورد فيها من معلومات بقيت سرّية. وذكرت المصادر ان الفريق الدولي شرح خلال تفقده أمس موقع الجريمة للقاضي أبو عراج، ما ورد في تلك التقارير على أرض الواقع لاجراء مقارنة بينها وبين ما توافر من معلومات في التحقيق العدلي، بموجب الاستنابات القضائية التي سبق للقاضي أبو عراج ان سطّرها الى الاجهزة الأمنية، للاستقصاء وجمع المعلومات حول الحادثة. ولم تعلّق المصادر على ما ورد في صحيفة"الاندبندنت"البريطانية عن اخفاء السلطات اللبنانية أدلة في عملية الاغتيال، مكتفية بالقول ان الصورة التي نشرتها الصحيفة المذكورة والتي تظهر غطاء حفرة صرف صحي في مكان الحادث قبل يومين من وقوعه، سبق للأجهزة الأمنية اللبنانية ان استحصلت عليها منذ نحو اسبوعين، وانه بالفعل جرى التحقيق فيها ولم يبيّن أي شبهة أو معلومات جديدة يمكن ان تفيد التحقيق. وعلم ان عدداً من الخبراء الدوليين غادروا لبنان بعد انتهاء مهمتهم، فيما لا يزال فيتزجيرالد و3 آخرون في لبنان لاستكمال مهمتهم التي شارفت على نهايتها برفع تقرير الى الأمين العام للأمم المتحدة حول حادثة الاغتيال. وتعتقد المصادر ان بعض الخبراء غادروا لمهمات اضافية منها اجراء تحاليل في مختبرات حديثة على عينات رفعت من موقع الجريمة لتحديد نوع المتفجرات التي استعملت في الجريمة وتحديد كيفية وقوعها. وكان الفريق الدولي التقى عند الثالثة بعد ظهر أمس وزير العدل القاضي عدنان عضوم، وأطلعه على نتيجة التحقيقات التي توصل اليها الخبراء الدوليون. ونفت مصادر قضائية ان تكون هناك نية لردم الحفرة التي احدثها الانفجار على الأقل في الوقت الحاضر وقبل ان تتلقى السلطات اشارة من الفريق الفني الدولي، لكن مصادر اخرى قالت ل"الحياة"ان الأخير ركز في لقاءاته مع بعض اركان الدولة وقادة الأجهزة الأمنية وفي ضوء ما تبلغه من وزير الداخلية سليمان فرنجية، على سؤالين اساسيين، من هي الجهة التي طلبت فوراً رفع السيارات التابعة لموكب الرئيس الشهيد رفيق الحريري من مكان الانفجار الى مرأب ثكنة الحلو اضافة الى الجهة التي كانت احضرت بعد ساعات على وقوع الانفجار جرافة حاولت ردم قسم من الحفرة التي احدثها الانفجار قبل ان تؤدي الاتصالات الى وقف العمل فيها، لا سيما ان رئيس اللقاء النيابي الديموقراطي وليد جنبلاط كان اول من اثارها في لقاءاته الصحافية.