اطلق"مركز الابحاث الطبية"في نيروبي بالتعاون مع"مركز الطب الاستوائي"في جامعة اكسفورد البريطانية تحذيراً دولياً امس من"طفيلية الملاريا"الاخطر"بلاسموديوم فالسيباروم"التي تقتل يومياً ما يصل الى مليون شخص، غالبيتهم من الاطفال، وتهدد حوالى 2.2 بليون شخص في العالم من بين 500 مليون مُصاب تعيش النسبة الاكبر منهم في جنوب الصحارى الافريقية وجنوب شرقي آسيا واميركا الجنوبية. ومع ان الملاريا، او"المرض المنسي"، اكثر خطراً من مرض فقدان المناعة الايدز الا انه لا يلقى اهتماماً اعلامياً كبيراً بسبب تركز الاصابات في"عالم الفقراء"وابتعاده عن المجتمعات الغربية التي هالها تفشي الايدز في العقدين الماضيين. وكانت منظمة الصحة العالمية قدرت عام 1998، من دون احصاءات علمية، عدد المهددين باخطار المرض بما لا يزيد على 273 مليون شخص. ووفق الدراسة الاخيرة، التي اشرف عليها البروفسور بوب سنو من مركزي نيروبيواكسفورد ونشرتها مجلة"نيتشر"العلمية، ارتفع عدد الاصابات الى 515 مليون شخص عام 2002 من بينها 365 مليون اصابة في افريقيا وحدها حيث يظهر مليون اصابة يومياً. وقال سنو ان"بلاسموديوم فالسيباروم من اخطر طفيليات الملاريا واشدها فتكاً". وشدد على ان المعلومات المتوافرة عن المرض خارج افريقيا قليلة. ولا يمكن السيطرة على"المرض الوباء"سوى بتأمين مياه شفة صالحة وخدمات صحية منتظمة وكافية وادوية حديثة تقضي على البعوض والطفيليات. وقال الباحثون ان"الدراسات تُركز حالياً على اكتشاف بواطن الضعف في بعوضة المرض وطفيلياته لاختراع سلاح فتاك يوقف انتشار الملاريا ويقضي على المرض". ويُعرف الملاريا بانه"مرض الفقراء"و"مُسبب الفقر"ويُقدر ان الخسائر السنوية التي يُوقعها في افريقيا تصل الى 12 بليون دولار. ويصف الاقتصاديون في الاممالمتحدة الملاريا بانه"المسؤول عن الفقر في القارة السمراء حيث تنفق دولها ما يصل الى 40 في المئة من موازناتها الصحية على المكافحة والعلاج". وعلى مدى الاعوام الاربعين الماضية كان"الكلورونكين"الدواء الشافي اذ يكفي ان يتناول المصاب حبات منه، او جرعات، على مدى 48 ساعة لتتحسن حالته ويتجه الى الشفاء. لكن طفيلية"بلاسموديوم فالسيباروم"اصبحت لديها مناعة ضد"الكلورونكين"وحتى ضد مضادات اخرى مثل"سولفاكسودين البريتامين". وحققت المختبرات الدولية، التي تجري تجارب حالياً على حوالى الفي مُصاب في مالاوي، نصراً باكتشاف علاج يرتكز على"الارتيميسينين"وهو دواء مُستخرج من اعشاب تنمو في افريقيا وشرق آسيا. وكان المرض، الذي تُسببه لسعة بعوضة، قُضي عليه في المجتمعات الصناعية منذ خمسين عاماً لكنه لا يزال يهدد نسبة 40 في المئة من دول العالم اجمع. ورحب باحثون بريطانيون ودوليون بالدراسة امس وحضوا على زيادة الانفاق على الابحاث لاكتشاف الادوية المضادة اللازمة ولتقديم خدمات صحية كافية في افريقيا. وكانت الحكومتان البريطانية والدنمركية وعدتا مع مؤسس"مايكروسوفت"بيل غيتس مطلع كانون الثاني يناير الماضي بتخصيص ما يصل الى 1.5 بليون دولار لاكتشاف ادوية لامراض، من بينها الملاريا، تصيب الاطفال وتقتلهم.