اعلنت الشرطة البرازيلية انها توصلت الى اتفاق مع سجناء يقودون منذ ثلاثة ايام تمرداً في سجن اورسو برانكو في ولاية روندونيا النائية في منطقة الامازون، وتوقعت اطلاق سراح نحو 200 رهينة من ذوي واصدقاء سجناء آخرين لدى زيارتهم اياهم يوم عيد الميلاد. وقال لينيلسون جيبيس الناطق باسم الشرطة ان المسؤولين وافقوا على تلبية مطلب المتمردين اعادة زعيمهم الذي يقود عصابة كبيرة ادنيلدو باولو سوزا الى السجن نفسه الذي كان فر منه سابقاً قبل ان يعتقل وينقل الى سجن آخر، علماً انه كان قاد تمرداً في السجن نفسه في نيسان ابريل عام 2004، انتهى بقتل 34 رهينة. لكن جيبيس اكد وجوب اطلاق السجناء الرهائن جميعاً، وغالبيتهم من النساء اللواتي يعتقد ان بعضهن لازمن السجن بإرادتهن، من اجل تقليص فرص انهاء الشرطة التمرد بالقوة، والسماح لعناصرها بتفتيش المعتقل بحثاً عن مخدرات واسلحة، قبل تنفيذ مطلب اعادة سوزا الى السجن. واعلن لويز سيسار مسؤول شرطة الولاية ان ادارة السجن تعهدت معاملة أسر وزوار السجناء بقدر أكبر من الاحترام، لكنه لم يوضح امكان تلبية طلب السجناء ابعاد ممثل ادعاء من منصبه. واحاط 150 من رجال الشرطة مدججين بأسلحة ثقيلة بالسجن الذي يعتقد انه يؤوي اكثر من 1000 متمرد تواجد بعضهم على الاسطح من اجل مراقبة تحركات رجال الامن الذين تعمدوا قطع امدادات الكهرباء والمياه عن السجناء ووقف نقل الطعام اليهم في محاولة لانهاكهم. وايضاً، ارسلت فرق الاطفاء والطوارئ الى الموقع، من اجل مساعدة الرهائن والحراس والسجناء في حال انهاء احتجازهم. ويعاني سجن اورسو برانكو على غرار غالبية معتقلات البرازيل من الازدحام، اذ تمتلئ منشآته بأكثر من 1000 سجين، في حين ان قدرته على الاستيعاب لا تتجاوز ال350 سجيناً، ما يجعله احد السجون الاكثر عنفاً في البلاد، علماً ان لقطات فيديو وصور للتمرد الذي نفذ في نيسان ابريل 2004 اظهرت القاء مجموعة من النزلاء أشلاء بشرية ورؤوس من فوق ابراج السجن. ونجم ازدحام السجون في البرازيل من معاناة النظام القضائي في البلاد من البطء الشديد في اصدار الاحكام، ما يجعل نسبة 70 في المئة من المحتجزين يلازمون السجن سنوات عدة من دون ادانة، ويخضعون بالتالي للنفوذ المتنامي لرجال العصابات القادرين على نقل مخدرات وسكاكين واسلحة الى الزنزانات.