ساو باولو - أ ف ب، رويترز - عمّت موجة من اعمال الشغب السجون في كل انحاء ولاية ساو باولو البرازيلية، ما اسفر عن سقوط 11 قتيلاً منذ مساء اول من امس. وسيطر النزلاء على 23 سجناً واعتقلوا مئات الرهائن، بعد التنسيق مع بعضهم بعضاً من سجن الى آخر، مستخدمين هواتف محمولة. وقاموا بالتمرد للمطالبة بعودة عشرة من قادة منظمة اجرامية الى سجن واحد بعد تفريقهم. اعلن وزير الامن العام في ولاية ساو باولو البرازيلية ماركو فينيسيو بتريلوزي ان سلسلة من حركات التمرد اندلعت منذ مساء اول من امس، في 23 سجناً، ما اسفر عن سقوط 11 قتيلاً، واحتجاز اكثر من 1500 زائر رهائن، بينهم اطفال ونساء. وقال بتريلوزي ان الضحايا هم جميعاً من السجناء وقتلوا على ايدي رفاق لهم، فيما معظم الرهائن هم زوجات واطفال قدموا الى السجون خلال الزيارة الاسبوعية. وقال وزير العدل البرازيلي خوسيه غريغوري ان التمرد "رد منظم ومنسق من جانب فئة معينة من السجناء على محاولة سلطات السجون في ساو باولو فصلهم". وانحى مسؤولون في الولاية باللوم على منظمة "بريمييرو كوماندو دا كابيتال" كوماندوس العاصمة الاول الاجرامية التي نُقل عشرة من كبار زعمائها من سجن كارانديرو الى سجون اخرى يوم الجمعة الماضي. وبعد 18 ساعة من اندلاع التمرد، ظلّت ثمانية سجون تحت سيطرة السجناء ظهر امس، في حين تم الافراج عن خمسين سجيناً في سجن كارانديرو وسط ساو باولو الذي يعتبر اكبر سجون اميركا اللاتينية وشهد عام 1992، اكبر مجزرة في تاريخ السجون البرازيلية. ولم تتمكن الشرطة من استعادة سيطرتها على اربعة سجون في العاصمة ساو باولو واربعة اخرى خارجها. وفي وقت فشلت مفاوضات جرت بين المتمردين وسلطات السجون، تجمع اهالي السجناء امام اكبر مركزي اعتقال في كارانديرو حيث كان حوالى خمسة آلاف شخص رهينة لا يزالون محتجزين. ويضم مركزا الاعتقال 9700 سجين. وأعلن الكثير من الرهائن الذين تم الافراج عنهم خلال الليل، انهم بقوا في اجنحة السجن بملء ارادتهم لحماية المحتجزين، واعربوا عن خشيتهم من تدخل الشرطة بعد مغادرتهم وقمعها المتمردين بعنف. وأكد الرهائن السابقون ان الوضع هادئ في كارانديرو وان المتمردين يتوقعون استئناف المفاوضات مع السلطات. وكان سجن كارانديرو شهد اكبر مجزرة في تاريخ السجون البرازيلية. ففي 1992 وبعد مشادة بين السجناء، قتل 111 سجيناً خلال نصف ساعة على ايدي وحدات مكافحة الشغب التابعة للشرطة التي كانت مجهزة برشاشات وبنادق ومسدسات. الهواتف المحمولة وعزا وزير الامن العام في ساو باولو، تزامن حركات التمرد وحسن تنظيمها، الى الهواتف الخلوية ووسائل اتصال لاسلكية اخرى لا تستطيع الدولة ضبطها. وأوضح ان المساجين في "احد السجون علموا عبر الاذاعة او التلفزيون ان تمرداً جرى في سجن، ما حدا بهم الى التحرك تضامناً". وقال ان حركات التمرد بدأت في سبعة سجون، وبعدما بثت الصحافة النبأ، تبعتها عشرة سجون اخرى". كوماندوس العاصمة وظهرت بعد انتشار الانباء عن حركات التمرد، ملصقات في السجون تحمل رمز "كوماندوس العاصمة الاول" ، المنظمة الرئيسية للمعتقلين في سجون ساو باولو. وأنشئت هذه المنظمة قبل ثماني سنوات وتعد حوالى خمسة آلاف عضو. وهي تنظم، بحسب الصحافة البرازيلية، حركة تهريب المخدرات والاسلحة داخل سجون ولاية ساو باولو وتفرض رسوم "حماية" على السجناء. وتملك هذه المنظمة وسائل اتصال، وتسيطر على سجن كارانديرو كلياً.