في أول سابقة من نوعها في تاريخ الرياضة قرر رؤساء أندية كرة القدم الألمانية تشكيل فريق عمل برئاسة المدير التنفيذي لنادي بايرن ميونيخ أولي هونيس لدرس وضع المدير الفني لمنتخب ألمانيا لكرة القدم يورغن كلينسمان قبل ثمانية أشهر من انطلاق كأس العالم 2006. وكان رؤساء ومدربو الأندية شنوا حرباً شعواء ضد كلينسمان بسبب اقامته الدائمة في كاليفورنيا لأطول فترات خلال العام، ولا يحضر المدير الفني للمنتخب الالماني الى بلاده إلا خلال الفترات التي يقود فيها المنتخب للمباريات الدولية أو معسكرات الاعداد، وطالب المنتقدون الاتحاد الالماني بالتدخل السريع لإجبار كلينسمان على الإقامة في المانيا خلال الشهور القليلة المتبقية قبل كأس العالم. ولكن رد كلينسمان جاء سريعاً ومحبطاً للجميع وأشار إلى أنه لن يغير من أسلوبه في الاقامة مع أسرته في الولاياتالمتحدة والحضور الى المانيا عند الضرورة فقط. وفي محاولة لتنقية الأجواء دعا رئيس نادي بايرن ميونيخ وكابتن منتخب المانيا كارل هاينز رومينيغه الى مؤتمر موسع قبل يومين، وحضره عدد كبير من رؤساء الأندية ومدربوها، إضافة الى كلينسمان وزملائه من اعضاء الجهاز الفني للمنتخب. وافتتح رومينيغه المؤتمر بكلمة أكد خلالها أنه مندوب عن الأندية وأن الجميع يرغب في توفير مناخ سليم لكلينسمان قبل كأس العالم، وأن الأندية تقدم كل الدعم للمنتخب وجهازه الفني بهدف الفوز بكأس العالم، ولذلك من الضروري أن يكون الحوار بين اصدقاء لدرس جوانب النقد والوصول الى حلول جذرية للخلافات بين الطرفين. ووجه رئيس فريق العمل هونيس نقداً مباشراً الى كلينسمان - وهما كانا زميلين في المنتخب الالماني لفترة قصيرة - مشيراً الى إقامته في كاليفورنيا كأبرز عناصر التقصير، ومعها الاداء الضعيف والنتائج المتواضعة لمنتخب المانيا، إضافة الى سياسته غير الصحيحة في الدوران بين حراس المرمى في المباريات، وأخيراً استقدامه لمدربين أميركيين من المتخصصين في رفع اللياقة البدنية للاعبين على رغم الشهرة المدوية للمدربين الألمان في هذا الجانب على الصعيد العالمي. ورد كلينسمان بهدوء مشيراً الى استمرار اقامته في كاليفورنيا وفقاً لاتفاقه المسبق مع اتحاد الكرة الالماني عند التعاقد، وصمم على إعطاء الفرصة للاعبين الشباب في المباريات من دون النظر الى النتائج أو الأداء في المرحلة الحالية بحثاً عن أفضل تشكيلة يخوض بها نهائيات كأس العالم، وأكد كلينسمان أيضاً أهمية الدوران بين حراس المرمى حتى لا يجد الحارس الأول اوليفر كاهن نفسه محصناً من التغيير كما كان في الماضي، وأعلن عن أن الحارس الثاني جينز ليهمان هو الذي سيلعب أساسياً مع المنتخب الالماني في مباراته الودية المقبلة ضد فرنسا في 12 تشرين الثاني نوفمبر المقبل وتمسك كلينسمان ايضاً بوجود مدربي اللياقة البدنية الاميركيين، لأن فارق اللياقة لمصلحة الألمان سيكون أقوى سلاح للمنتخب في طريقه إلى الفوز بكأس العالم. رؤساء الأندية والمدربون لم يقتنعوا بآراء كلينسمان، وقرروا تشكيل اللجنة التي يرأسها هونيس لدرس أقوال المدير الفني وقراراته قبل عقد اجتماع آخر لمواجهته مجدداً.