تكافح سورية لتخفيف حدة النقص المزمن في البنزين ووقود الديزل نتيجة تفشي عمليات التهريب للدول المجاورة، مع ارتفاع الأسعار العالمية للنفط. ويحقق المهربون مكاسب من الفارق الكبير بين سعر الوقود في سورية التي تنتج النفط وتدعم أسعار الوقود، والأسعار المرتفعة في الدول المجاورة المستوردة مثل تركياولبنان والأردن. وفي الآونة الأخيرة، نقلت وسائل الإعلام المحلية عن وزير النفط إبراهيم حداد قوله"أن هناك فارقاً هائلاً في الأسعار يدفع أصحاب النفوس الضعيفة للتهريب وسرقة الأموال العامة واستغلال المواطن العادي". وأضاف:"انهم يستغلون دعم الدولة للمنتجين ويقومون بتهريبه للدول المجاورة لتحقيق أرباح سريعة على حساب المواطن". وتقدم الدولة دعماً سخياً للوقود في البلاد التي يقطنها 18 مليون نسمة. ويبلغ سعر عشرين لتراً من البنزين في سورية عشرة دولارات بينما يبلغ سعر الكمية نفسها من وقود الديزل ثلاثة دولارات. وتضخ شركة توزيع النفط المملوكة للدولة في سورية إمدادات إضافية في السوق وتعزز السيطرة على الحدود للقضاء على السوق السوداء، بعد أن عجز السائقون الذين يصطفون إمام محطات البنزين عن تموين سيارتهم. وقال مستهلكون أن النقص الذي تعاني منه نحو الفي محطة بنزين في البلاد بدأ يخف. وقال مصدر في الشركة التابعة للدولة التي تحتكر توزيع منتجات النفط:"رفعنا الإمدادات لمحطات البنزين وكثفنا حملة مكافحة التهريب". وتنتج سورية اكثر من أربعة ملايين طن من منتجات النفط من إنتاجها من الخام البالغ 450 ألف برميل يومياً. وقال مسؤولون لرويترز:"ان الدولة اضطرت إلى استيراد 4.2 مليون طن من وقود الديزل منذ بداية العام لمواجهة نمو الطلب". وتبين الأرقام التي أصدرتها وزارة النفط ارتفاع إمدادات وقود الديزل لمحطات البنزين بنسبة ثمانية في المئة بحلول نهاية تموز يوليو. واظهرت البيانات ارتفاع استهلاك البنزين بنسبة 14 في المئة بحلول شهر تموز من هذا العام مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق. وقال مسؤولون في قطاع الطاقة ان خطط خفض واردات البنزين ووقود الديزل تتطلب زيادة طاقة التكرير التي تبلغ حوالي 250 ألف برميل يوميا حالياً، والتوسع في إنتاج الغاز الطبيعي. وفي الوقت ذاته نشرت الصحف تعليقات من مواطنين محبطين يشكون من النقص الذي دفعهم الى التخزين وغذى السوق السوداء الناشطة. كما تحدث المواطنون عن حيل المهربين على الحدود مع لبنان ومن ضمنها ومد أنبوب طوله ثلاثة كيلومترات على أعلى تل لنقل وقود الديزل إلى الجانب الآخر من الحدود. وقال محمد عمران وهو رجل أعمال من مدينة طرطوس الساحلية الشمالية أن أصحاب محطات بنزين يهربون وقود الديزل ليلاً لوسطاء ومهربين يسهمون في تفاقم المشكلة.