أحيت المغنية التونسية زهرة لجنف أول من أمس حفلة على مسرح مهرجان المهدية، شدت خلالها بمجموعة من اجمل الأغاني البدوية والتراثية وحظيت بإعجاب الحاضرين طيلة ساعتين. واستهلت لجنف حفلة ليالي رمضان المهدية بوصلة من الأغاني الصوفية مثل"يا طير الجاب"و"يا ذروة المعالي"و"عجل جيب دوايا"، تماشياً مع خصوصية شهر رمضان الكريم. وبدت الفنانة التي حصدت شهرتها من تميزها بأداء اللون الموسيقي البدوي والتوزيع العصري للأغاني التراثية متأثرة بالحضور الكبير الذي غص به المسرح. وأبدعت زهرة حين قدمت أغنيتها الشهيرة"الرقراق"التي امتزج فيها شجن الناي بعذوبة صوتها البدوي مع آلة الساكسفون الغربية لتتميز مجموعتها في تقديم لوحة موسيقية رائعة شدّت إليها اهتمام الجمهور الذي طالب بإعادة تقديمها. ولم يتوقف احتفاء زهرة بهذا النمط الموسيقي البدوي لتغني أغنية في مقام المزموم التونسي هي"عرجون الدقلة"، لحنها الفنان المعروف لطفي بوشناق ثم أغنية"جمل يهدر"في المقام الموسيقي الصالحي. واستمر التجاوب بين الفنانة وجمهورها حينما أخذت تردد أغنية"ريم الفيالة"من تراث مدينة الكاف في الشمال التونسي. ووسط عاصفة من التصفيق اختتمت الحفلة بأغنية"زينك عجب". وعلق أحد الحضور، عقب انتهاء الحفلة:"انتصرت زهرة لجنف للتراث الموسيقي التونسي، في وقت لا نكاد نسمع فيه غير الموسيقى الشرقية في تونس". وتلقى الأغنية الشرقية، خصوصاً المصرية واللبنانية، رواجاً كبيراً لدى الجمهور التونسي في حين لا يلقى الفن التونسي الاهتمام نفسه باستثناء بعض الفنانين. من هنا، جاء اهتمام مهرجان قرطاج الدولي هذا العام بالفن التونسي، وكانت الدورة الحالية هي الأولى التي يقدم فيها المهرجان نسبة 85 في المئة من العروض من تونس، في محاولة لتسليط الضوء من جديد على الأغنية المحلية. وفاجأ النجاح الذي حققته حفلات مطربين محليين مثل نبيهة كراولي ونجاة عطية ولطفي بوشناق، فضلاً عن ليلة تكريم معهد"الرشيدية"الموسيقي التي شارك فيها أبرز مطربي البلاد، المتابعين للساحة الفنية. والجدير بالذكر أن تونس من أكثر الدول العربية تنظيماً للمهرجانات الغنائيّة والموسيقيّة، ولكن الاتجاه السائد في السنوات الأخيرة غلّب حضور الاغنية العربية والاجنبيّة على الاغنية المحليّة.