منذ سنوات والمخرج الكبير مارتن سكورسيزي لا يخفي حبه لموسيقى الروك، ضمن اطار اهتمامه الفائق بالموسيقى ككل. ومنذ ذلك الزمن لا يخفي صاحب"سائق التاكسي"و"عصابات نيويورك"حماسة لمغني الروك الاكبر بوب ديلان، الذي يعتبره اكبر الاحياء في عالم الغناء الأميركي المتشعب. ومن هنا لن يكون غريباً ان نعرف ان سكورسيزي، بين آخر فيلم حققه حتى الآن "الطيار" وبين فيلمه المقبل، توقف ذات لحظة لينجز فيلماً تلفزيونياً، كان يخطط لتحقيقه منذ زمن بعيد عن... بوب ديلان، بالتحديد. واللافت ان الفيلم، الذي حققه أميركي عن مغن أميركي، أنتجته محطة ال"بي بي سي"البريطانية التي أعلنت عن بثه للمرة الأولى خلال شهر ايلول سبتمبر المقبل، ما سيشكل حدثاً مثلثاً، من ناحية كونه فيلماً لسكورسيزي، ومن ناحية كونه أول فيلم متكامل وعلى مثل هذه الاهمية عن ديلون، وأخيراً من ناحية هوية الطرف المنتج. غير ان ما يمكن التوقف عنده منذ الآن، هو ما أكده كثر من الذين اطلعوا على المشروع، من ان سكورسيزي استخدم فيه لغة سينمائية لكنها عابقة بالحنين الى العصر الذهبي، ليس للروك فقط، بل ايضاً، لشعر الستينات وثقافتها في أميركا. ومن هنا لم يكن صدفة ان يضم سكورسيزي الى شريطه، حوارات مع ديلون نفسه، كما مع المغنية جوان باز المعادل الانثوي لديلان وبخاصة مع شاعر البيتنكس الكبير آلان غينسبرغ. اضافة الى هذا استخدم سكورسيزي في الشريط افلاماً قصيرة نادرة يعود بعضها الى طفولة المغني - الاسطورة، كما استخدم مقاطع من افلام عدة مثل فيها ديلان أو غنى. ولأن الفيلم، وعنوانه"لا مؤشر ناحية الدار"، عن الغناء والموسيقى، من المؤكد ان المتفرجين سيستمتعون بأغنيات لديلان رائعة مثل"هوتيل كاليفورنيا"و"هي كامبورين مان"وقد أطلق عليها لمسة سكورسيزي السحرية... اللمسة التي كانت لسنوات خلت أعطت حياة مفاجئة ل"كليبات"حققها سكورسيزي نفسه لأغنيات ليس أقلها اغنيات لمايكل جاكسون، تدين كثيراً لاسلوب تصوير سكورسيزي لها. وفي انتظار هذا الشريط التلفزيوني، ثمة كثر يتوقعون منذ الآن، ان يسفر الأمر عن لحظة موسيقية - تلفزيونية نادرة.