تراهن الحكومة المصرية على منطقة الساحل الشمالي كأحد المنتجعات السياحية التي يمكن ان تنافس شرم الشيخ، وتتكامل معها في الوقت نفسه باعتبارها منطقة جذب سياحي طوال العام وليس خلال شهور الصيف فقط نظراً الى ما تملكه من مقومات سياحية واستثمارية لإقامة مشاريع خدمية وترفيهية قادرة على جعل الساحل الشمالي مستقطباً للسياحة العالمية. ومن المتوقع أن يصل عدد الغرف الفندقية خلال السنوات الأربع المقبلة الى 10 آلاف غرفة تسمح باستضافة اعداد كبيرة من السياحة العربية والاجنبية، وذلك بعد أن استقبل مرفأ "بورتو مارينا" الجديد لليخوت الأسبوع الماضي أول يخت دولي، لتبدأ مصر عصراً جديداً لسياحة اليخوت التي تعتبر أرقى أنواع السياحات العالمية، والتي تشتهر بها منطقة البحر المتوسط. ويعد مشروع "بورتو مارينا" أول مرفأ دولي لليخوت في مارينا العلمين على البحر المتوسط وقدرت كلفته الاجمالية بنحو 600 مليون جنيه. وقال رئيس مجلس إدارة شركة"دلمار للتنمية السياحية"والمنفذة للمشروع منصور عامر ل"الحياة"إن مشروع"بورتو مارينا"يسع نحو 1400 يخت ويستقبل اليخوت الدولية والمراكب العابرة في البحر المتوسط. ويتضمن المشروع في مرحلته الأولى تشييد خمسة منتجعات صحية للاستشفاء على المستوى العالمي ستقوم بإدارتها شركات عالمية متخصصة الأولى منها فرنسية تقدم 8 علاجات بمياه البحر إلى جانب منتجعات صحية إيطالية وألمانية وسويسرية، وأخرى من الشرق الأقصى. وهذه المنتجعات تقدم أنواعاً جديدة من العلاجات تجلب معها أعدادًا هائلة من راغبي السياحة العلاجية في العالم، إضافة إلى إقامة فندق خمس نجوم يضم 350 غرفة ونحو 200 متجر، ومجموعة من المطاعم. وأفاد عامر أنه أبرم أخيراً اتفاقاً مع كبريات الشركات الانكليزية المتخصصة لإدارة المرفأ، وتم الانتهاء من المرحلة الأولى والتي قدرت كلفتها بنحو 200 مليون جنيه، فيما يبلغ اجمالي الكلفة الاستثمارية للمشروع بنحو 600 مليون جنيه ويتضمن المشروع في مرحلته الثانية إقامة مركز للمؤتمرات يسع نحو 1500 شخص، إلى جانب مركز غطس دولي بالتعاون مع شركة اسكندينافية للغطس، وكذلك تشييد مدرسة للغطس تديرها شركة ايطالية. ويبعد المرفأ نحو 50 كيلومتراً من مطار برج العرب، ما يعني القدرة على استقبال السياح من دول الخليج وأوروبا بالطيران المنتظم، إضافة إلى استقبال الطيران العارض عبر مطار العلمين الذي افتتح أخيراً ويبعد نحو 12 كيلومتراً من ميناء اليخوت. وأضاف عامر أنه من المقرر زيادة السعة الفندقية للمشروع في المرحلة الثانية لتصل الى 2350 غرفة، إضافة لتشييد بناء هرمي يتكون من 18 طابقاً يمثل البوابة البحرية لمصر بكل خلفياتها الثقافية والتاريخية، وإقامة مسلة فرعونية بارتفاع 18 طابقاً إلى جانب ملعب للغولف 18 حفرة. ويوظف المشروع نحو 4500 شاب وفتاة، وينتظر أن يكون نقطة تحول فارقة في تنمية الساحل الشمالي بحيث يتحول من مجرد منتجع صيفي الى منطقة سياحية طوال العام.