استهلت دبي انطلاق المعرض الدولي للطيران، بالإعلان عن شراء 42 طائرة"بوينغ"أميركية الصنع، بصفقة بلغت قيمها 9.7 بليون دولار، وذلك في وقت تواجه صناعة الطيران المدني أزمة ارتفاع أسعار الوقود التي تؤثر في ربحيتها منذ اكثر من عامين. وشملت الصفقة، التي وقعتها طيران الإمارات أمس، 24 طائرة من طراز" 777-300 أي آر"وعشر طائرات من طراز"777-20ال آر"، بالإضافة إلى ثماني طائرات للشحن، ومحركات وعقود صيانة وخدمات بقيمة بليوني دولار، وهو ما اعتبره قطاع الطيران خطوة"جريئة"على غرار ما فعلت الناقلة الإماراتية عقب أحداث أيلول سبتمبر بشراء 55 طائرة قيمتها بليون دولار. ومن المقرر أن تتسلم طيران الإمارات أول طائرة من هذه الطلبية عام 2007، وسيتواصل تسلمها حتى عام 2012. وتتضمن الصفقة حقوق خيار لشراء 20 طائرة أخرى، ليرتفع اسطولها إلى 215 طائرة حتى العام 2010، علماً ان اسطولها الحالي يتضمن 83 طائرة. وقال الرئيس الأعلى لشركة طيران الإمارات الشيخ احمد بن سعيد آل مكتوم في مؤتمر صحافي عقده للإعلان عن الصفقة، انه ليست هناك مشكلة في تمويل شراء الصفقة الجديدة، موضحاً ان خيارات التمويل مفتوحة، وأبرزها إصدار صكوك إسلامية على غرار ما فعلت طيران الإمارات مع الصفقة الأخيرة. وفي ما يتعلق بالانتقادات الموجهة من الشركات المنافسة، بان قوة الشركة الإماراتية تكمن في تلقيها دعماً من الحكومة، على اعتبار أنها معفاة من الضرائب، نفى الشيخ احمد ما وصفها بالادعاءات من الشركات الأجنبية، التي تكن"الحسد"لطيران الإمارات بسبب نجاحها. وقال ان كل أعمال الشركة تخضع للتدقيق من مدققين عالميين، مشيراً إلى ان دفاتر الشركة مفتوحة للجميع، شريطة ان تتطلع طيران الإمارات على دفاتر الشركات التي تطلق ادعاءاتها. وتعتزم طيران الإمارات استخدام طائرات البوينغ الجديدة لتوسيع وتعزيز شبكة خطوطها إلى مدن رئيسية في أميركا وأوروبا وآسيا، وإطلاق خدمات جديدة إلى أسواق أخرى. من ناحيته، عبر ألان مولالي، الرئيس التنفيذي لقسم الطائرات التجارية في شركة بوينغ، عن سعادته البالغة بقرار طيران الإمارات استخدام عائلة طائرات 777 بأكملها كركن أساسي ضمن عمليات أسطولها، مما سيساهم في استفادة الناقلة من الميزات التشغيلية الاقتصادية لهذا الطراز. وقال:"يشرفنا قيام طيران الإمارات، الشهيرة بجودة وتميز خدماتها عالمياً، باختيار البوينغ 777، ذات الجودة العالية مرة أخرى". وترفع الصفقة الجديدة إجمالي الطلبيات المؤكدة لطيران الإمارات إلى 132 طائرة، تصل قيمتها إلى 137.6 بليون درهم نحو 37.4 بليون دولار، تضاف إلى 23 طائرة بوينغ"777- إي آر"و45 طائرة إيرباص"أ380"و20 طائرة إيرباص"أ340- 600"وطائرتي إيرباص"أ310- 300". ويبدو ان الكفة مالت في معرض هذا العام باتجاه صناعة الطيران الأميركية، على عكس الدورات السابقة التي حصدت فيها"ايرباص"الأوروبية صفقات اكبر من"بوينغ"، حيث شملت الصفقة الجديدة لطيران الامارت 84 محركاً من شركة"جنرال الكتريك"الأميركية. وتستخدم طيران الإمارات حالياً محركات"سي إف 6"ومحركات"سي إف إم 56"من جنرال إلكتريك لتشغيل الإيرباص"أ310"وپ"أ340"على الترتيب. وستشغل طائراتها"أ380"بمحركات"جي بي 7200"من إنتاج مشروع مشترك بين جنرال إلكتريك وپ"برات آند ويتني". ويتضمن معرض دبي للطيران الذي افتتحه أمس ولي عهد دبي ووزير الدفاع الاماراتي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم 726 عارضاً من 46 دولة، بالإضافة إلى وفود رسمية من 88 دولة، إلى جانب عرض اكثر من 100 طائرة، بينها نحو 40 طائرة لرجال الأعمال.