انفجر الوضع الأمني في البصرة أمس إثر اعتقال الشرطة جنديين بريطانيين كانا متخفيين بألبسة مدنية عراقية، وأحرق متظاهرون دبابتين بريطانيتين. وكان التوتر ساد البصرة بعد اعتقال البريطانيين الأحد القائد العسكري ل"جيش المهدي"أحمد الفرطوسي. على صعيد آخر، يتوقع ان تصدر السلطات العراقية أمراً باعتقال وزير الدفاع السابق حازم الشعلان للتحقيق معه في اختفاء أكثر من بليون دولار من وزارته كانت مخصصة لتسليح الجيش. وأصدرت محكمة الجنايات أمس أحكاماً بحق 54 متسللاً عربياً وأجنبياً وصل بعضها الى المؤبد. وطاولت هذه العقوبة ايضاً ابن أخ الرئيس المخلوع صدام حسين أيمن السبعاوي. في بغداد افادت وزارة الداخلية ان الجنديين البريطانيين اللذين اوقفتهما الشرطة في البصرة أمس كانا في"مهمة استطلاع"، بحسب ما اوضح الجيش البريطاني الذي أكد احتجاز الجنديين. وأكد مسؤول في الداخلية ان"السلطات العراقية احتجزت جنديين بريطانيين لإطلاقهما النار على الشرطة، وانهما كانا في مهمة سرية ويرتديان جلابية تقليدية عراقية بيضاء ويضعان شعراً مستعاراً ويقودان سيارة مدنية، حين وقع اشتباك بينهما وبين دورية للشرطة". وأضاف:"إننا نحقق في الحادث وهناك قاض عراقي يهتم بالقضية ويستجوبهما". وبعد نقلهما الى مركز الشرطة تمركزت وحدة بريطانية من ثماني مصفحات في مكان قريب، فيما تجمع بعض المواطنين وبدأوا برشقها بالحجارة، فأطلق الجنود عيارات تحذيرية قبل ان يتخلوا عن دبابتين ما لبث المتظاهرون ان اضرموا فيهما النار. من جهة اخرى، توقع رئيس"المفوضية العامة للنزاهة"راضي الراضي ان"تصدر السلطات العراقية قريباً امراً بالقبض على الشعلان للتحقيق معه باختفاء ما يزيد عن بليون دولار من وزارته"، مشيراً الى انه سلم المحكمة الجنائية المركزية قبل شهرين ملفاً يتضمن أدلة ضد الشعلان الذي كان وزيرا للدفاع في حكومة رئيس الوزراء اياد علاوي، وتوقع صدور امر باعتقاله خلال اسبوع وعشرة أيام مع مسؤولين كبار آخرين. وكانت صحيفة"ذي اندبندنت"البريطانية كشفت أمس سرقة بليون دولار من وزارة الدفاع، كانت مخصصة لتسليح الجيش وتدريبه لمواجهة هجمات المسلحين، اعتبرها وزير المال علي علاوي"أكبر جريمة سرقة في التاريخ". ونفى الشعلان الذي يتردد على لندن ويقيم في عمان ارتكاب أي مخالفة، وقال ان كل ما فعله كان بموافقة السلطات الأميركية. واضاف معاونه عامر الحنتدلي ان"وراء الاتهامات دوافع سياسية". ويتهم الشعلان بارتكاب مخالفات عدة، من بينها توقيع عقود مع وسطاء بدلاً من الشركات والحكومات لشراء معدات دفاعية. وقال الراضي انه اضافة الى ان التعاقد مع الوسطاء"ممنوع فقد ضخمت أثمان المعدات ولم ينفذ بعض التعاقدات". وتوقع ان يقدم الى العدالة أكثر من 50 شخصاً بينهم وزراء ونواب". أحكام بالمؤبد الى ذلك، أصدرت محكمة الجنايات حكماً بالسجن المؤبد على ايمن السبعاوي، ابن الأخ غير الشقيق لصدام بجرم"تقديم الدعم المالي وإمداد الجماعات الإرهابية أسلحة ومواد متفجرة"فيما حكمت على شريكه طارق خلف مزعل لحيازته وقيامه بصناعة عبوات بالسجن ست سنوات. وجاء في بيان للحكومة أنه"نتيجة لما كشفت عنه هذه المحاكمة من اعترافات بأعمال اجرامية اخرى ارتكبها ايمن سبعاوي تقرر اجراء محاكمة لاحقة له في أول تشرين الثاني نوفمبر المقبل". وكانت القوات العراقية اعلنت في 4 ايار مايو الماضي القبض على سبعاوي في تكريت مسقط رأس الرئيس العراقي المخلوع. وأعلنت المحكمة ايضاً انها أصدرت احكاماً بالسجن بحق 54 من المتسللين وصلت الى المؤبد لبعضهم، وهم يحملون جنسيات عربية واجنبية تسللوا عبر الحدود بصورة غير مشروعة ونفذوا"أعمالاً ارهابية"داخل العراق.