يتبادل خبراء كرة القدم على مر العصور قولاً مأثوراً في صدد حارس المرمى الجيد، ويؤكدون جميعاً أن الحارس الكفء يمثل نصف الفريق، ولكن حارساً جديداً صغير السن خرج عن القاعدة ورفض قبولها أو الاعتراف بها، على رغم أنها تصب في مصلحته، وأدلى التشيخي بيتر تشيك بحديث في الصحف الإنكليزية، مؤكداً أن الحارس لا يساوي أكثر من 20 في المئة عندما يحتفظ بنظافة شباكه، ويبقى الدفاع الجيد مسؤولاً عن 80 في المئة من هذا النجاح. حارس مرمى منتخب تشيخيا، ثالث أمم أوروبا 2004، ونادي تشيلسي متصدر الدوري الإنكليزي حالياً، سجل رقماً قياسياً في تاريخ المسابقة، وبات أول حارس يحافظ على نظافة شباكه بلا أهداف على مدار 8 مباريات متتالية، وتعرض تشيك في نهاية الشوط الأول لمباراته الأخيرة في بلاكبيرن روفرز لاختبار قاس واجتازه بنجاح بإنقاذ ركلة جزاء. وهو ليس الرقم القياسي الأول له، وسبق أن سجل رقماً قياسياً مع نادي سبارتا براغ في الدوري التشيخي بإبقاء شباكه نظيفة لمدة 928 دقيقة ولم يكن عمره تجاوز 19 عاماً فقط، وهو حافظ على مرماه بلا أي هدف في خمس مباريات لمنتخب تشيخيا في أمم أوروبا الأخيرة، واختارته اللجنة الفنية في الاتحاد الأوروبي أحسن حارس في البطولة. ويشكل تشيك علامة فارقة في تاريخ تشيلسي لأنه أغلى حارس في صفقات النادي، وانضم إليه من رين الفرنسي الصيف الماضي ومنحه المدرب البرتغالي خوسيه مورينيهو الثقة الفورية وأشركه أساسياً على حساب الحارس الإيطالي الدائم كارلو كوديتشيني، واستقبلت شباك تشيلسي 8 أهداف فقط عبر 25 مباراة في الدوري، وهو رصيد قياسي في تاريخ النادي الطويل، ومعها 3 أهداف في دوري أبطال أوروبا. وترك تشيك انطباعاً ممتازاً عند الجميع في اختباره الأول مع فريقه، عندما ابقى مهاجمي مانشستر يونايتد عاجزين عن الوصول إلى مرماه، وهو يرى أن هذا النجاح منحه ثقة عملاقة في الدوري الإنكليزي الصعب، وأعطاه مكانة طيبة في قلوب وعقول انصار تشيلسي الذين لا يعرفونه من قبل، لأن الجمهور الإنكليزي لا يتابع المسابقات الأوروبية الأخرى. ويقول تشيك إنه لا يعبأ بالألقاب التي يمنحها الصحافيون له ولا بالأرقام القياسية قدر اهتمامه بنتيجة المباراة، والفوز 5-3 أفضل مليون مرة من التعادل السلبي الذي يحتفظ فيه بمرماه نظيفاً. والحارس هو أكثر أطراف المباراة، بعد الحكم، في ضرورة احتفاظه بتركيزه الكامل على مدار 90 دقيقة، وحتى عندما تكون الكرة ركلة ركنية أو ركلة جزاء لمصلحة فريقه على الطرف الآخر من الملعب. والمشكلة الكبرى التي تواجهه هي عدم إجادته اللغة الإنكليزية التي يبذل جهداً كبيراً في تعلمها وإجادتها في أسرع وقت، ولكنه يعتمد على لغة الصراخ لتوجيه زملائه خلال اللعب. ويعوضه كثيراً أن مدافعي تشيلسي من أصحاب المهارات والخبرات العالية التي تؤهلهم لاتخاذ المواقف الصحيحة في غالبية الوقت.