تحطمت طائرة شحن سودانية أمس شرق الخرطوم اثر نفاد وقودها وقتل طاقمها المؤلف من ستة روس وسوداني وتفحمت جثثهم. وأوضحت وزارة الطيران ان الطائرة - من طراز"اليوشن"روسية الصنع، تتبع لشركة"طيران الغرب"الخاصة - كانت في طريقها من امارة الشارقة في دولة الامارات الى دارفور وهي محملة بالبضائع، وابلغت برج المراقبة في مطار الخرطوم خلال تحليقها في الأجواء السودانية عن نقص حاد في الوقود، لكنها فقدت الاتصال بعد ثماني دقائق من ذلك واخطرت طائرة تتبع للخطوط الجوية السودانية البرج بعد فترة وجيزة ان طائرة تحترق في منطقة عد بابكر 20 كيلومتراً شرق الخرطوم. وقال مسؤول في الشركة التي تتبع لها الطائرة ل"الحياة"ان قائدها حاول الهبوط اضطرارياً بعد نفاد وقود طائرته واختار منطقة غير مأهولة بالسكان، ولكن لسوء حظه وجد نفسه في منطقة منخفضة مما أدى الى تحطم الطائرة واحتراقها في شكل كامل وتطايرت البضائع التي كانت على متنها ومعظمها اجهزة كومبيوتر وأجهزة اتصال متحركة"موبايل"وأدوات كهربائية. وتدخلت الشرطة لمنع بعض"أطفال الشوارع"الذين تجمعوا في محيط المنطقة وحاولوا نهبها. وحمل وزير الداخلية اللواء عبدالرحيم محمد حسين الذي زار موقع حطام الطائرة شركات الطيران مسؤولية حوادث الطيران وتكرارها. وقال ان جميع أفراد طاقم الطائرة وهم ستة روس وسوداني يدعى فارس نجم الدين قتلوا وتفحمت جثثهم، ما يشير الى ان السلطات شكلت لجنة للتحقيق في الحادث. وتوقع وزير الدولة للطيران محمد الحسن الباهي وجود خلل أو تسرب للوقود أدى الى نفاده. ورأى ان هناك 12 سبباً من شأنها ان تؤدي الى مثل هذا الحادث الذي وصفه بأنه كارثة، مؤكداً ان وزارته ستلجأ الى التشدد في ضوابط سلامة الطيران ومراجعة وثائق صيانة الطائرات، مشيراً الى ان حرص طاقم الطائرة على الابتعاد بها عن الاحياء السكنية أنقذ أرواح الكثيرين. وأفاد شهود تحدثوا الى"الحياة"ان الطائرة أوشكت على الهبوط لكنها هوت في"حفرة كبيرة"ما أدى الى انفجارها وأحدثت دوياً هائلاً اهتزت له جنبات المنطقة قبل ان تحترق. وسعى المواطنون الى اخماد النيران قبل وصول فرق الانقاذ التي انتشلت ما تبقى من جثث طاقم الطائرة التي احترقت.