خلال مسيرتها الفنية، عرفت ديانا حداد كيف ترسم خطاً واضحاً من خلال أغانٍ أظهرت قدراتها الصوتية، فحرصت في كل جديد على تقديم أعمال تحاكي السوق وتحقق النجاح تلو الآخر، وتكوّن قاعدة جماهيرية لا بأس بها. وإذا كانت اللهجة الخليجية التي تتقنها حداد بفضل إقامتها سابقاً في الكويت، لعبت دوراً أساساً في سجلها الغنائي، إلا أنها في كل جديد حرصت على التنويع فقدمت أنماطاً جديدة، مثل أغنية "باقية"، وهو لحن سرياني، في ألبوم "شاطر"، أو الأغنية المغربية التي ضمها ألبومها الأخير "آخر مرة". ديانا حداد التي غابت فترة عن الأضواء، عادت منذ أشهر إلى الساحة الفنية مع ألبوم جديد، خاضت من خلاله تجارب، أكدت عبرها على اتباع استراتيجية جديدة على أكثر من صعيد: أولاً، إصدار 13 أغنية في ألبوم واحد، "ليرضي ذائقة الجمهور العربي ويعوض عن غياب دام أكثر من سنتين, خصوصاً أن الألبوم قبل الأخير جاء خليجياً صرفاً" كما قالت. وأصدرت حداد 6 أغان مصرية دفعة واحدة, وتعاملت مع أسماء شابة على صعيد الكلمة واللحن والتوزيع. كما قررت حداد تصوير أكثر من أغنية من ألبوم "أول مرة" الأخير... فصورت أغنية "ويلي" ثم "أول مرة". والكليبان من توقيع زوجها المخرج سهيل العبدول الذي قدم كل أغاني حداد المصورة... الأغنية الثالثة التي اختارتها حداد كانت أغنيتها اللبنانية "لو ما دخلت براسي"، وهي من ألحان وسام الأمير. المفاجأة لم تكن قرار تصوير أغنية لبنانية بل تعاون ديانا حداد مع مخرجة جديدة هي صوفيا بطرس التي بدأت مسيرتها مع كليب أغنية "لا بأحلامك" لشقيقتها، شقيقة الفنانة جوليا بطرس. من يتابع كليب "لو ما دخلت براسي" يلاحظ مدى العفوية التي نجحت حداد في تجسيدها. فالفنانة التي تحاول في كل جديد أن تظهر بطلة مختلفة وشخصية مميزة، نجحت من خلال كاميرا بطرس في أن تتقن دورها، فأظهرت دلالاً وخفة دم محببين، استطاعت من خلالهما أن تلفت انتباه المشاهد. ديانا حداد التي أعدت المأكولات ورقصت في المطبخ وتتبعت خطوات حبيبها، ظهرت في صورة مراهقة قريبة من القلب، وبعيدة كل البعد من الصورة الكلاسيكية التي وضعت فيها لسنوات. وأخيراً، إذا كانت حداد اختارت أن تغير استراتيجيتها على مستوى العلاقات مع بقية الفنانين، فباتت ترفض ذكر الأسماء في مؤتمراتها الصحافية وتتخلى عن طبيعتها الهجومية، إلا أنها كانت في كل مقابلة تلمّح الى علاقتها الزوجية المتوترة... فهل الطلاق الفني الذي شهده عملها الأخير تحمل دلائل أخرى أم إنها مجرد مسألة تنويع؟ علماً أنها تحتاج فعلاً إلى عدسة أنيقة لمخرجة واعدة مثل صوفي بطرس.