تشهد المنطقة العربية أوضاعاً سياسية متفجرة، تستهدف تمزيق كياناتها السياسية، وارجاع شعوبها الى حالة فوضى ما قبل الدولة، للتنابذ والتقابل، من واقع العشائرية والطائفية، وذلك استكمالاً لمسلسل مخططات الرأسمال الاستثماري العالمي، المتمثل بتحالفات ادارات الدول الأورو- أميركية، في مسعى يرتبط بنزع عروبتها، وتصفية القضية الفلسطينية والمقاومة العراقية الباسلة، لإحكام السيطرة على المنطقة تنفيذاً لأحلامها في مشروع الشرق الأوسط الكبير. ان ما حدث ويحدث على الساحة اللبنانية، وما تشهده المنطقة من غليان عدائي يهدف الى محاصرة القوى الوطنية في المنطقة ويتطلع الى تفجير الكيانين اللبناني والسوري لما لهما من أهمية جيوسياسية، في مدخل يستتبع تفجير ما تبقى من المنطقة، ليس ببعيد عن هذه المخططات. كانت وحدة شباط فبراير عام 1958 بين القاهرة ودمشق رداً صاعقاً على المخططات الاستعمارية التقسيمية التي انتهجتها كل من انكلترا وفرنسا عقب الحرب العالمية الأولى، كما كانت رداً على نكبة فلسطين عام 1948، ومخططات الحركة الصهيو ? أوروبية. ولقد حملت هذه الوحدة برامج ومخططات التنمية والعلم والعدالة الاجتماعية، وهذه قد رأت النور في قرارات تموز يوليو الاشتراكية 1962، مما وسّع قوى التحالف المضاد لها، حيث التقت مخططات قوى دولية مع قوى محلية واقليمية تابعة لضرب مسيرة هذه الوحدة .... لقد توقع الاستعماريون والرجعيون من خلال نجاح الانفصال تصفية قيادة عبدالناصر بما تمثله توجهاتها التي قادت الكفاح التحريري على مستوى الوطن العربي والعالم. ولكن هذه القيادة لم تستسلم بل جابهت هذه المخططات بمزيد من الحزم والصمود، تجلى في قرارات التأميم، ومزيد من عزل القوى المتحالفة مع الاستعمار تدعيماً للجبهة الداخلية، كما قامت بدعم النضال الوحدوي ضد الانفصاليين، والحديث في هذا يطول .... والآن، ان القوى الامبريالية بقيادة واشنطن مستفيدة من الظروف الدولية واختلال موازين القوى، بعد غياب الاتحاد السوفياتي، تنهج الى مزيد من مؤامرات التقسيم، تنفيذاً لمخططاتها التي تطاول العراق والسودان والمغرب وغيرها من الأقطار العربية مناطة مهمات تلك بدولة اسرائيل، ممثلة الادارة الامبريالية الأميركية في المنطقة. فالوحدة في مضمونها انهاء لسياسات واشنطن، ولأطماع الحركة الصهيونية.... وفي ذكرى وحد شباط، فإننا ندعو كحركة قومية عربية، الى استعادة هذه الوحدة.... حركة القوميين العرب مكتب الارتباط