أصبح ونستون تشرشل رئيس الوزراء البريطاني خلال الحرب العالمية الثانية والذي قال يوماً ان التاريخ سيكون رؤوفاً به لأنه هو الذي سيكتبه، أول من تخصص له بريطانيا متحفاً. ويفتح المتحف الذي استغرق اعداده عشر سنوات ابوابه للزوار في 11 شباط فبراير الجاري، وهو يهدف الى اعطاء صورة عن تشرشل الرجل. وزاد الاهتمام بتشرشل في السنوات الاخيرة، خصوصاً بعد الهجمات التي تعرضت لها الولاياتالمتحدة في 11 ايلول سبتمبر العام 2001. وأقيم المتحف في الغرف التي أدارت منها حكومة لندن الحرب، وأصدر منها تشرشل اوامره للجيش وألهب حماسة الامة في فترة من أحلك الفترات في تاريخها. وقال فيل ريد مدير المتحف ان تشرشل"شخصية تستحق حقاً ان توصف بأنها شخصية عظيمة. لم يكن كاملاً لكن مكانته تجاوزت كل نواقصه". وقال الين باكوود مدير مركز سجلات تشرشل في جامعة كيمبردج:"في عصر غاب عنه اليقين بعد انتهاء الحرب الباردة ومع الحرب الجديدة على الارهاب يتوق الناس الى زعامة قوية... وكان تشرشل يوفر كل هذا". وأضاف:"كان ملحوظاً انه بعد 11 ايلول، عاد رجال السياسة على جانبي المحيط الاطلسي الى ترديد أقوال تشرشل"، مشيراً الى ان الرئيس جورج بوش يقتني عدداً كبيراً من مؤلفات تشرشل في مكتبه البيضاوي في البيت الابيض، علماً ان والدة رئيس الوزراء البريطاني الراحل كانت أميركية. عمل تشرشل جندياً ومراسلاً صحافياً في الحرب ومؤرخاً ودخل الى البرلمان البريطاني للمرة الاولى العام 1900. ودعا الى استخدام الجيش لمواجهة العمال البريطانيين المضربين العام 1910. كما اقترح استخدام الغاز ضد الاكراد المتمردين في العراق العام 1920 اثناء الاحتلال البريطاني للبلاد. وكان تشرشل من الاصوات التي حذرت من نذر الحرب مع المانيا النازية في وقت كان فيه كثيرون من نظرائه يسعون الى مهادنة ادولف هتلر. وفي العام 1940 حين تحققت تكهناته وأصبح هو في الخامسة والستين عاد الى الصدارة مرة اخرى. وقال باكوود:"في السن التي تفكر فيها غالبية الناس في التقاعد تقدم تشرشل ليحمل ما كان بالقطع مهمة مستحيلة. لقد جمع الامة من حوله". ولدهشة كثيرين خسر تشرشل أول انتخابات تجري بعد الحرب، لكنه عاد عودة مظفرة بعد ذلك بست سنوات ليقود البلاد أربعة اعوام اخرى قبل تقاعده في الثمانين من العمر. وتوفي في 24 كانون الثاني يناير العام 1965 وشيّعته الامة كلها. ومن اقواله الشهيرة في أول خطاب له كرئيس للوزراء العام 1940:"لا املك سوى ان أهب دمي وجهدي ودمعي وعرقي". وقال، في خطابه بعد انتصار القوات البريطانية في المعركة الثانية في العلمين العام 1942:"ليست هذه هي النهاية. بل انها ليست بداية النهاية بل ربما تكون نهاية البداية".