بعد صراع قصير مع مرض سرطان البنكرياس، ودع نجم كرة القدم الارجنتيني الايطالي عمر سيفوري الحياة أول من أمس في مسقط رأسه سان نيكولاس شمال شرق العاصمة الارجنتينية بيونس ايرس، ويشارك المئات من نجوم الكرة في الارجنتينوايطاليا واميركا الجنوبية والعالم في مراسم الدفن اليوم في مدينته التي تبعد 240 كيلومتراً عن العاصمة. عمر انريك سيفوري الحائز على الكرة الذهبية لأحسن لاعب في أوروبا عام 1961، هو أول لاعب ايطالي يفوز بجائزة مجلة فرانس فوتبول الشهيرة في تاريخها، وحصل الهداف الفريد على الجنسية الايطالية قبل عامين من تتويجه نجمًا لنجوم القارة. ويمثل سيفوري أحد الرموز والاساطير في تاريخ الكرة العالمية، وهو من مواليد 2 تشرين الأول اكتوبر 1935، ولعب في الفريق الأول لأشهر اندية الارجنتين ريفر بليت قبل أن يكمل 17 عاماً، وظل وفياً لقميصه الابيض ذي الخط الاحمر حتى 1957، وقاده لإحراز بطولة الدوري عامي 55 و1965. اشتهر سيفوري في ذلك الوقت برشاقته وسرعته ومهاراته الفائقة في الانطلاق بالكرة والمراوغة وتبادل الكرات مع زملائه قبل الاختراق والانفراد بالمرمى، وبضربات الرأس المحكمة، واختاره هداف كأس العالم الأولى غيلرمو ستابيلي لضمه الى منتخب الارجنتين في كأس أمم اميركا الجنوبية عام 1957 في ليما، وشكل سيفوري مع زملائه كورباتا وماشيو وانغيليلو وكروز أشهر خط هجوم في تاريخ البلاد، وحققوا الفوز بالكأس القارية بجدارة وقبل نهايتها بمباراة، وفازوا على كولومبيا 8-2 وشيلي 6-2 وأوروغواي 4-صفر واكوادور 3 - صفر قبل الإطاحة بالمنتخب البرازيلي 3-صفر في مباراة تاريخية، وسارعت اندية ايطاليا لشراء مهاجمي الارجنتين الافذاذ واتجه انغيليلو إلى انترميلان وماشيو إلى بولونيا وسيفوري الى يوفنتوس. وعلى مدار ثمانية مواسم تألق سيفوري وبجواره المهاجم الويلزي جون تشارلز في شكل لافت، وحقق بطولة الدوري اعوام 58 و60 و61 والكأس عامي 59 و60، وكان سعر انتقاله إلى يوفي قياسياً في ذلك الوقت إذ تخطى 90 ألف جنيه استرليني، وهو الامر الذي مكن ناديه ريفر بليت من بناء مدرج جديد في ملعب مونيومنتال واكمال الدائرة حول الملعب بالمدرجات. توج سيفوري هدافاً للدوري الايطالي في الموسم الاسطوري ليوفنتوس وسجل 27 هدفاً، واكمل 146 هدفاً وبات معشوقاً لجماهير ناديه حتى قرر هجرته في 1965 الى نابولي احتجاجاً على استقدام مدرب انترميلان الشهير هيلينو هيريرا لتدريب فريقه، واعتزل اللعب نهائياً عام 1959 وتحول إلى بلاده مدرباً لناديي روساريو سنترال وريفر بليت قبل أن يصبح مديراً فنياً لمنتخب الارجنتين عام 1973، وترك سيفوري التدريب سريعا واتجه إلى الإدارة ثم إلى التعليق التلفزيوني وبات مهتماً بأعماله الخاصة اكثر من كرة القدم.