قال متعاملون في سوق القطع في بيروت ل"الحياة" أن سعر صرف الليرة استقر من دون تغيير. وشهدت السوق، التي استأنفت نشاطها امس بعد اقفال دام ثلاثة ايام حداداً على رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري، طلباً على الدولار لكن كان دون التوقعات بأن يكون كثيفاً متأثراً بتداعيات عملية الاغتيال. وأشاروا الى أن التداول لم يتخط الهامش الاعتيادي الذي كان يُعمل به قبل عملية الاغتيال وهو 1514 و1515 ليرة. وتدخل المصرف المركزي بائعاً على سعر 1514 ليرة للدولار. وبذلك أقفلت السوق على 1507.5 ليرة للدولار سعراً وسطاً. وقدرت مصادر مصرفية حجم تدخل مصرف لبنان في السوق امس بنحو 400 مليون دولار، مشيرة الى أن الاحجام التي كان يتدخل بها المصرف المركزي يومياً خلال الازمة السياسية العام الماضي نتيجة التجاذبات حول عملية التمديد كانت أكبر. وفي بورصة بيروت التي عاودت عملها امس ايضاً، أشار متعاملون الى أن سعر سهم "سوليدير" بفئتيه "أ" و"ب" تراجع الى 8.08 دولاراً من 9.50 دولاراً اقفال الاثنين الماضي متأثراً بعملية اغتيال الحريري. واعتبر المتعاملون أن هذا التراجع طبيعي كون الشركة ترتبط باسمه وكونه أكبر مساهم. وأوضحوا أن نسبة التراجع بلغت 15 في المئة وهي نسبة التغيير القصوي المسموح بها يومياً، لكنهم رأوا أن حجم العمليات المحققة امس ليست كبيرة. اذ بلغ عدد الاسهم من الفئة "أ" 5500 سهم بلغت قيمتها نحو 44440 ألف دولار ومن الفئة "ب" تسعة آلاف سهم بقيمة 72720 دولار. وأشار المتعاملون الى أن العمليات التي تحققت في السابق وسجل خلالها السعر ارتفاعاً ملحوظاً كانت تفوق المليون دولار. وتوقعت مصادر مصرفية ل"الحياة" أن يتراجع الطلب في سوق القطع نسبياً الاثنين المقبل. وأشارت الى أن حركة السوق مرتبطة بالتطورات السياسية في كل الملفات المطروحة. واعتبرت هذه المصادر أن ما ساعد في استيعاب السوق لتداعيات حادثة الاغتيال امس الاشارات التطمينية التي أرسلها مصرف لبنان والقطاع المصرفي الى السوق بجهوزهما لتلبية الطلب مهما بلغ حجمه وتأكيدهما السيطرة على السوق بما يملكانه من امكانات. كما ساهم اقفال السوق لمدة ثلاثة ايام حداداً في التخفيف من حدة انعكاسات الحدث.