توالت أمس ردود الفعل المستنكرة للتفجير الذي طاول منطقة الجعيتاوي في الأشرفية. وأكد رئيس مجلس النواب نبيه بري العائد أول من أمس إلى بيروت بعد زيارة خاصة إلى عدد من العواصم الأوروبية، في تصريح له، أنه "يحق لنا جميعاً وواجبنا استنكار جريمة الجعيتاوي، إنما لا يحق للحكومة ذلك، وهي التي لم تخط خطوة واحدة في اتجاه الإمساك بالأمن، لا بل تركت هذا الأخير متفلتاً من عقاله ومن زمامه، فأصبح بحاجة لمن يردعه أو يحميه"، مشيراً إلى أنه "لا تنفع حتى الاستثمارات التي يسعى إليها، ولا الاكتتابات والمساعدات التي يلوح بها، فقد سبق وقلنا: الأمن بالنسبة الى الاستثمار كالربيع بالنسبة الى السنونو، إن رحل أولهما ارتحل ثانيهما. لذا نقابل استنكار الحكومة بالاستهجان، وشفاعتنا أن هذا الشعب لم يعد يؤمن سوى بوحدته بعد الله على رغم "التمظهر" في نيويورك، وهنا أيضاً نستهجن". واعتبر رئيس الحكومة الأسبق سليم الحص في بيان باسم "منبر الوحدة الوطنية" القوة الثالثة انه "لن يكون لهذا المسلسل الفاجر نهاية ما دام الفاعل مجهولاً"، موضحاً "أن استمرار هذا المسلسل هو شاهد على غياب السلطة، وهذا الغياب إنما هو نتيجة طبيعية لواقع سياسي في منتهى التشرذم والتسيب أدى إلى ضياع المسؤولية". وأمل الحص في "أن يوفق المحقق العدلي إلى تحديد المسؤوليات في الجريمة النكراء التي أودت بحياة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، رحمه الله، عسى أن يكون في فك رموز هذه الجريمة الكبرى مفتاح لفك رموز المسلسل الإجرامي المتواصل". وأكد النائب وليد عيدو أن هذا التفجير "ليس سوى حلقة في سلسلة خطوات يراد منها دفع اللبنانيين إلى الكفر بوطنهم وبمستقبلهم وبعيشهم المشترك، وخصوصاً بالتغيير الذي طالبوا به موحدين تحت العلم اللبناني الواحد". واعتبر نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى عبد الأمير قبلان في احتفال تأبيني في عربصاليم أن "التفجير يأتي في سياق المؤامرة على لبنان، مؤامرة تقسيمية ومحاولات للتوجه نحو الكانتونات والفيديرالية"، مشدداً على الوعي لاحباط هذه المؤامرات وتمتين الوحدة الداخلية اللبنانية. وسأل قبلان: "من الذي يمثل لبنان في نيويورك، رئيس الجمهورية اميل لحود أم رئيس الحكومة فؤاد السنيورة أم النائب سعد الحريري؟". وقال: "حرام هذا الشعب الذي يعاني الإهمال". وأكد وزير العدل بالوكالة خالد قباني في حديث اذاعي أمس، ان "هناك خيوطاً ينطلق منها القضاء في متفجرة الاشرفية". وقال ان هذه الجرائم تصب في اطار إحداث الفتنة بين اللبنانيين أو لشد التحقيق في اتجاه معين لتضليل الحقيقة واعاقة التحقيق الدولي".