لم يترك المنتخب المصري انطباعاً طيباً في رحلته الأوروبية، وخسر بسهولة تامة صفر - 2 أمام نظيره البرتغالي في ملعب سان ميغيل في جزيرة اشاورش في لقاء كرة القدم الدولي الودي، ولو حالف التوفيق لاعبي البرتغال لاحرزوا أربعة أهداف أخرى على الأقل، وكان غريباً أن ينجح النجمان المحترفان الشهيران باوليتا وبوستيغا في مراوغة الحارس المصري والانفراد بشباك خالية، ويفشل كلاهما في وضع الكرة في الشباك في المرتين. الفراعنة عادوا الى طريقتهم 4-4-2 ولكن بتطبيق دفاعي بحت، عن طريق تأخر رباعي الدفاع احمد فتحي وعماد النحاس ووائل جمعة وطارق السيد بالقرب من منطقة جزائهم، واقترب ثلاثي الوسط محمد شوقي وحسني عبد ربه وحسام غالي تماماً من دفاعهم لتضييق المساحات أمام لاعبي البرتغال الاعلى مهارة. وبقيت المساحة واسعة بين لاعبي مصر السبعة وبين زملائهم عمرو زكي واحمد حسام وعماد متعب، وزاد الطين بلة لجوء معظم لاعبي مصر الى استخدام مهاراتهم الفنية في المراوغة والاحتفاظ بالكرة والاداء الفردي للفت أنظار الخبراء والسماسرة، ودفع المنتخب ثمناً غالياً بانقطاع معظم الكرات المصرية مبكراً، وتحولها الى هجمات معاكسة خطيرة، ونفذ الفراعنة أكبر عدد من التمريرات الخاطئة في كل مبارياتهم مع مدربهم حسن شحاتة. صمد المصريون طويلاً في الشوط الاول، ولم تلح خلاله سوى فرصة برتغالية واحدة، عندما هرب باوليتا من الدفاع وانفرد بالحارس عبدالواحد السيد، وراوغه، وسدد الكرة بغرابة في الشباك الخارجية، ووقف الحظ معانداً للمصريين عندما ردت العارضة تسديدة رائعة لعماد متعب من 25 ياردة. انكشف المصريون تماماً في الشوط الثاني عندما أشرك المدير الفني البرازيلي لمنتخب البرتغال سكولاري عدداً كبيراً من اللاعبين الصاعدين، موتينهو وميرا وكانيرا وتياغو ثم جواو الفيس وبوامورتي، وعجز الفراعنة عن مواجهة المضيف في السرعة والتحركات، واحرز الظهير ميرا هدفاً في الدقيقة 50 من مسافة قريبة، بسبب خطأ في التمركز الدفاعي، وانقذ الحارس المصري عصام الحضري بشجاعة فائقة انفراداً كاملاً لبوستيغا، وعاد الأخير وراوغ الحضري وسدد عالياً على رغم أن المرمى خال، ولم يحتسب الحكم البولوني غارانت ركلة جزاء من اعاقة مؤكدة من الحارس البرتغالي كيم لعماد متعب، لأن الكرة ذهبت الى محمد ابوتريكة، ولكن الأخير سدد في أقدام المدافعين، وأشار الحكم بركلة ركنية، وارتدت الكرة مباشرة هدفاً للبرتغال في الدقيقة 69 من تمريرة رائعة الى بوستيغا الذي انفرد، وسدد من اللمسة الاولى في الشباك، وأصبحت كل الهجمات البرتغالية خطيرة بسبب الانفتاح الشديد في الدفاع المصري المهزوز، وحاول شحاتة ضبط الدفاع بإشراك عبدالظاهر السقا وامير مجاهد بدلاً من عماد النحاس وطارق السيد ولكن بلا جدوى.