أصبح من الضروري لكل فتاة مقبلة على الزواج أن تتعلّم طريقة كي"الشماغ"أو"الغترة"، اللذين يعتبران عنواناً لأناقة الرجل السعودي، ومؤشراً إلى مدى اعتناء زوجته به. وعلى رغم أنّ"الشماغ"عبارة عن قطعة واحدة، ما يسهّل عملية كيّه، فإن السعوديين يتفنون في طلبهم كيّه، فبعضهم يطلب"مرزاماً"، وهو طية تكون في منتصفه، والآخر يطلبه سادة من دون مرزام. ويرى بعض الزوجات أن مغاسل الملابس التجارية هي المتنفس الوحيد لهن، بعدما ضقن ذرعاً بعقدة كيّ الشماغ وصعوبة طلبات أزواجهن. وتوضح أم عبد الله ربة منزل أنّ أصعب اللحظات هي حين يطلب منها زوجها كي شماغه، مشيرةً إلى معاناتها لأنّها لا تجيد الكيّ بالجودة التي تقوم بها المصابغ، وتؤكد أن اجادة كي الشماغ يحتاج إلى وقت طويل. أما الخادمة عفيفة تعمل منذ ثلاث سنوات في السعودية، فتقول إن أهل المنزل الذي تعمل لديهم يطلبون منها غسل وكي جميع الملابس، بخلاف الأشمغة التي أحرقت منها عدداً لا بأس به، قبل أن يقرر كفيلها تحويل الأشمغة بصفة خاصة إلى المصابغ التجارية. ويقول عبد العزيز 25 عاماً:"لا أطلب كيّ الشماغ غالي الثمن كي لا يبلى. كما أنّ لدي مواصفاتي الخاصة في الشماغ وتنفذّها المصبغة فقط". من جهته، يؤكد علي الذي يعمل في مصبغة للألبسة أن كثرة محال غسيل الملابس في الحي الواحد أشعل المنافسة بينها، وأجبرها على تقديم أفضل الخدمات للزبون، مضيفاً أنّ دخل المصبغة من كي الشماغ، يعتبر العمود الفقري في المصبغة. ويشير إلى أنّ المصبغة التي يعمل فيها أضافت خدمة توصيل ملابس الزبون إلى مكان إقامته، طمعاً في كسب المزيد من الزبائن. ويذكر علي أن أوقات إجازة نهاية الأسبوع يومي الخميس والجمعة تعتبر فترة الذروة لدى المصابغ التجارية. إذ تكثر في هذين اليومين المناسبات الاجتماعية، إضافة إلى تزامنهما مع بداية الأسبوع للموظفين الذين يسعون إلى الظهور بشكل لائق في عملهم.