أخيراً، وبعد سيل من الإشاعات والتكهنات، وضع السعوديين حداً لكل الأخبار التي راجت طوال الأسبوع المنصرم، التي رشحت عدداً من المدربين البرازيليين لتولي قيادة المنتخب السعودي، في"مونديال"ألمانيا الصيف المقبل، بدلاً من الأرجنتيني غابريال كالديرون، عندما تم الإعلان عن هوية المدرب الجديد لپ"الأخضر الكبير". المدرب هو البرازيلي ماركوس باكيتا، الذي يشرف على تدريب فريق الهلال، وحصد مع"الأزرق"الأخضر واليابس من بطولات العام الماضي، وافتتح هذا الموسم بالفوز بكأس بطولة الأمير فيصل بن فهد... مدرب إعداد من الطراز الأول، خسره الهلاليون، لكن المصلحة الوطنية تقتضي أن يسهم بخبرته في"المونديال"المقبل. وباكيتا 50 عاماً مدرب قدم للسعودية العام الماضي، وتحديداً لإنقاذ الهلال من الورطة التي وقع فيها أثناء تولي الهولندي اد ديموس الاشراف على"الزعيم". ما زلت اذكر مقولة باكيتا عند وصوله السعودية عندما قال:"أتيت مدرباً للهلال، لكنني لست بعيداً من تدريب منتخبكم الوطني". مؤهلات باكيتا جعلته خياراً مفضلاً لدى مسيري الاتحاد السعودي لكرة القدم، فهو المدرب البرازيلي الوحيد الذي حقق كأسي عالم للناشئين والشباب في عام واحد، اثر فوزه بكأس العالم تحت 17 سنة في فنلندا العام 2003، وفي العام ذاته حقق بطولة العالم للشباب تحت 19 عاماً، التي أقيمت في الامارات العربية المتحدة. بحث كشافو الاتحاد السعودي شرقاً وغرباً... يمموا نحو وجهتهم المفضلة في عالم المدربين البرازيل، وفاوضوا فاندرلي لوكسمبورغو المطرود من تدريب ريال مدريد، لكن توقيعه عقداً مع سانتوس البرازيلي بمبلغ سال له لعاب المدرب الكبير، تجاوز 550 ألف ريال شهرياً، جعله يرفض الرحيل للسعودية. ثم دارت البوصلة السعودية تجاه مدرب انترناسونالي براغا، لكن توقيعه لتدريب الفريق من قبل لم يمكّنه من فسخ العقد، وكان الخيار الأخير في بلاد البن المدرب"العجوز"توني لوبيز، الا أن فوزه بالدوري مع فريق كورينثيانز، وحلوله ثانياً العام الماضي في بطولة ليبرتادوريس، جعلاه صعب المنال لارتفاع سعره. اللافت للنظر أن هذه المفاوضات كانت تتم عبر وسطاء مكلفين من الاتحاد السعودي، ومع ذلك كان النفي يتم في كل مرة من الاتحاد السعودي لكرة القدم، وتفوق باكيتا على يوردانيسكو الذي يشرف على الاتحاد، وفاز بثقة الاتحاد السعودي. وحول اختيار باكيتا، ومدى ملاءمته لتدريب المنتخب السعودي، يقول أحد المدربين البرازيليين رفض الإفصاح عن اسمه:"لست مع إقالة كالديرون، لأنه جاء والمنتخب السعودي مهلهل وأوصله إلى المونديال، لكن اذا استدعت الحاجة إقالته، فأعتقد أن البديل لا يمكن إلا أن يكون باكيتا، فهو خبير في الملاعب السعودية، ويعرف اللاعبين المحليين حق المعرفة، وبالتالي فالاختيار يعد مثالياً، ومستقبل باكيتا في عالم التدريب مشرق، وأنا أراهن على أن باكيتا سيقود المنتخب الأولمبي البرازيلي في أولمبياد بكين 2008، وبعد فترة لا تتجاوز خمس سنوات، سيكون على سدة كرسي التدريب في المنتخب البرازيلي الأول".