اعتبر وزير الداخلية السعودي الأمير نايف بن عبد العزيز أن تصريحات نظيره العراقي بيان جبر صولاغ الهجومية ضد المملكة والتي تراجع عنها أخيراً،"ليس لها مبرر، وما كان يجب أن تصدر ... وانها بلا شك لا تخدم العراق، ولا العمل العربي المشترك لمصلحة شعب العراق". وأكد الأمير نايف خلال مؤتمر صحافي عقده في جدة فجر أول من أمس ان ما تفوّه به صولاغ"لا يتفق بأي حال من الأحوال مع الروح والإخلاص للعراق الذي تحدث به في واشنطن وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل، وكلها تصب في مصلحة العراق وبقاء العراق دولة عربية موحدة". وقال الأمير نايف رداً على سؤال ل"الحياة"عن حقيقة إرسال وفد أمني عراقي إلى السعودية، لبحث تعزيز مجالات التعاون الأمني بين سلطات البلدين:"الحقيقة هذا الوفد كان في لقائي أنا ووزير الداخلية العراقي عندما كنا في اسطنبول في اجتماع وزراء داخلية دول الجوار للعراق. بحثنا هذا الأمر واتفقنا على التعاون الأمني وتشكيل فريق عمل يأتي من عندهم ويجتمع بالمسؤولين الأمنيين في المملكة... لم يأتنا احد حتى الآن منذ ذلك الوقت ولم نتلق أي اتصال". واشار الامير نايف من جهة اخرى، الى ان بلاده حريصة على تفعيل الاتفاقية الأمنية الموقعة مع إيران، لكنه أشار في معرض رده على سؤال ل"الحياة"حول ما رددته طهران عن تسليمها معتقلين سعوديين إلى سلطات بلادهم بأنه"كما سبق أن أعلن... ليس هناك شيء جديد". ووصف التعاون الأمني بين الرياض وصنعاء بأنه"في أفضل مستوى"، متطلعاً في الوقت نفسه إلى تحقق وعد اليمن"بتقوية جهاز سلاح الحدود، لتكوين حرس يساعد في الحد من الأعداد الكبيرة للمتسللين"إلى داخل الأراضي السعودية. وأوضح الوزير السعودي الذي كان يتحدث بعد ترؤسه اجتماعاً ضم أمراء المناطق الإدارية ال13 للبلاد، أن الموافقة العليا صدرت له ولأمراء المناطق لدرس إمكان"إعادة النظر في مناطق المملكة وتشكيلها"، لكنه أضاف:"قد يتم التفكير في إنشاء مناطق أخرى بحكم زيادة التعداد السكاني وبحكم التباعد، ومن اجل توفير خدمات اكبر"، قائلاً:"إن شاء الله تنتهي الدراسة قريباً وترفع للمقام السامي لأن هذا أمر يتعلق بالنظام الأساسي للحكم ويتعلق بنظام المناطق". وقال حول الإعلان عن مكافحة مصادر تمويل الإرهاب في السعودية:"علينا أن ننتظر بعض الوقت حتى نجد أن الإعلان متكامل ولا يؤثر على التعامل الأمني". وتحدث الأمير نايف كذلك بما يفيد أن بلاده قطعت مراحل متقدمة في مشروعها الوطني لصوغ الاستراتيجية الفكرية لكبح التطرف والغلو ومكافحة الإرهاب، وقال إن الاستراتيجية الفكرية اهتمت بها وزارة الداخلية ودرستها"جامعة نايف للعلوم الأمنية"، وتناولها مجلس الشورى من جانبه، واهتمت بها إمارات المناطق. وأوضح"جميعها إن شاء الله ستجتمع لدى جهة واحدة حتى يخرج منها استراتيجية فكرية لمواجهة هذه الأمور لتكون مدروسة دراسة موضوعية"، لافتاً إلى أهمية تفعيل دور العلماء والمفكرين والمثقفين و"التوجيه الإعلامي"فيها. وعلمت"الحياة"أن اجتماعاً مهماً سيعقد الشهر المقبل لمناقشة ما توصلت اليه مؤسسات رسمية ووطنية وجهات استشارية متخصصة من توصيات وأفكار رئيسة لصوغ الاستراتيجية الفكرية. واستبعد وزير الداخلية السعودي دخول المرأة السعودية مجلس الوزراء، وقال رداً على سؤال عما إذا كان حديث خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز عن تمكين السعوديات من العمل في مجالات مختلفة، يشمل دخولهن مجلس الوزراء:"إن كلام الملك كان واضحاً، ولم نسمع من خادم الحرمين الشريفين، وليس هناك تفكير في دخول المرأة في مجلس الوزراء السعودي"، مشيراً إلى أن المناصب المكفولة للمرأة"في نطاق الخدمة النسائية قائمة وموجودة". وتحدث عن أن بلاده تفكر جدياً في الاتصال مع دولة بورما لبحث مصير نحو 70 ألف بورمي يعيشون على الأراضي السعودية منذ عقود، بعد أن قدموا لأداء فريضة الحج"وللأسف لم يسمح لهم بالعودة". وكشف عن اتصالات سابقة مع سلطات بنغلادش التي لم توافق على استقبالهم وضمهم إلى لاجئي بورما على اراضيها.