"مستمعينا الكرام، نرحب بكم من إذاعة وسط برلين... نحن الآن معكم من ساحة ...الخ". بهذه الكلمات يبدأ الشاب الألماني لارس ماين شيرل وزملاؤه الثلاثة برامجهم الإذاعية عبر محطة غير مألوفة من البث الإذاعي المتنقل في العاصمة الألمانية. ويعتمد شيرل على تقنية ظهرت حديثاً في اوساط الشباب الاوروبي، تُسمى"بودكاستنغ"Podcasting. ويتألف هذا المصطلح من كلمتي"آي بود"iPod وهي التسمية التسويقية لجهاز الموسيقى الرقمية من نوع "آم بي 3"MP3 الذي تنتجه شركة"آبل"Apple ، وپ"برود كاستينغ"بث Broadcasting. وبفضل خدمة"بودكاستنغ"يمكن بث البرامج الإذاعية f,hs"m الإنترنت، عبر ملفات رقمية تتوافق مع"ام بي 3". ويمكن الجمهور التقاط البث من الانترنت مباشرة، عبر كومبيوتراتهم الشخصية، أو بواسطة أجهزة"آي بود". ويشير شيرل إلى التكلفة المنخفضة لهذه التقنية مقارنة بتقنيات البث التقليدية، باعتبارها عنصراً يساعد على تقديم خدمات إذاعية تشمل مناطق صغيرة وزبائن محددين. ويضرب مثلاً على ذلك إذاعته التي تتنقل في برلين من ميدان إلى آخر حيث تقوم بنقل برامج حية عن نشاطات ثقافية وتسويقية مباشرة تشهدها شوارع برلين وميادينها. ويتعاون في هذا الإطار مع منظمي هذه النشاطات من الشركات الخاصة والمؤسسات الرسمية والجمعيات المعنية. ويضيف شيرل:"خلال العام المقبل سنبث برامج متخصصة تتناول نشاطات كأس العالم 2006 ستستضيفها ستتضيفها ألمانيا. وستكون برلين إحدى المدن التي تشهد الكثير من فعالياتها". ماذا عن فودكاستنغ؟ وبالتوازي مع الانتشار المستمر للبث الإذاعي بتقنية"بودكاستنغ"من طريق الإنترنت، ظهرت وسيلة إعلامية جديدة تقدم الصوت والصورة عبر الإنترنت بطريقة سهلة، تُسمى فودكاستنغ Vodcasting. ويتألف هذا المصطلح من دمج عبارة"فيديو حسب الطلب"Video on demand وكلمة"بث"Broadcasting. وتعد"فودكاستنغ"أحدث خدمة بث تلفزيوني تُقدّم عبر الإنترنت. ولا تزال هذه الخدمة في بداياتها، حتى في الدول الصناعية. ففي ألمانيا مثلاً لا نقدم هذه الخدمة راهناً سوى مؤسسة"دويتشه فيله"Deutsche Welle الإعلامية عبر موقعها على الإنترنت DW-WORLD.DE. وانطلقت هذه الخدمة في شهر أيلول سبتمبر الماضي، ببث ملفات الكترونية متكاملة، بالنصوص والصوت والصور، عن سير الانتخابات الألمانية. وخلال العام المقبل، تُقدّم عشرات الملفات المُشابهة عن بطولة العالم لكرة القدم. وقد صممت هذه الخدمة لتُمكن المشتركين بها من الحصول على ملفات الفيديو أو البث التلفزيوني المتعلقة بمواضيع معينة من خلال أجهزة الكومبيوتر، وكذلك أجهزة الخليوي التي تقدر على الدخول الى الإنترنت. ويتطلب انزالها على تلك الأجهزة تركيب برنامج معلوماتي من فئة"قارئ الاخبار"مثل برنامج"فيدريدر"Feedreader. ويعرف عن البرنامج الاخير قدرته على انزال ملفات البث التلفزيوني"فودكاستنغ"في شكل أوتوماتيكي وإدارتها. ويعتمد على تقنية "آر أس أس - فيدس"RSS- Feeds اختصاراً لعبارةReally Simple Syndicate- Feeds وترجمتها"التغذيات الاخبارية للخدمة السهلة حقاً" التي تجمع الأخبار تلقائياً من مواقع الكترونية متعددة، من دون الحاجة إلى زيارة مواقع تبثها. ومن البرامج الأخرى المماثلة الواسعة الانتشار لقراءة الأخبار، برنامجا"آي تونيس"iTunes و"آي بودير"iPodder. ويمكن الحصول على البرنامجين من دون مقابل من موقع دويتشه فيله DW-WORLD.DE. ولا تزال خدمات تقنيتي"بودكاستنغ"وپ"فودكاستنغ"محدودة نسبياً، بالنظر الى حداثتهما. ونظراً الى إمكان تقديم البث الإذاعي والتلفزيوني من خلالهما، يتوقع البعض لهما نمواً كبيراً خلال السنوات القليلة المقبلة. ويبيّن ميشائيل تشوشنر مسؤول التسويق في موقع"دويتشه فيله"أن وجود هذه الخدمات يعني تقديم المادة الإعلامية بالنص والصوت والصورة وفقاً لرغبة المشاهد، على اجهزة شائعة، مثل"آي بود"والخليوي. ويعتقد بأن تلك التقنيات تساهم في تعميم خدمات البث الإذاعي والتلفزيوني عبر الإنترنت. ويرى مدير مشروع فودكاستنغ في"دويتشه فيله"بيورن روزنتال أن المشكلة قد تظهر عندما سيرغب البعض في الحصول على مكاسب مادية عالية من البث عبر تقنيتي"بودكاستنغ""وفودكاستنغ". وفي المقابل، فانه يعتقد بأن المنافسة ستتكفل،حينها، بخفض الثمن، او بابقائهما كخدمات مجانية. ويساعد على ذلك أن تكلفتها ليست عالية بالنسبة الى مواقع الإنترنت التابعة للمؤسسات الإعلامية الكبيرة مثل"دويتشه فيله"DW أو"بي بي سي" BBC أو"سي ان ان"CNN وغيرها.