سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
حرية الحركة بين مصر والقطاع والعثور على نفق للأسلحة يثيران قلق إسرائيل ويفتحان ملف نزع السلاح . السلطة تتحرك لإنهاء الفوضى عند الحدود والتهريب يخفض أسعار الأسلحة في غزة
اتخذت السلطة الفلسطينية اجراءات لانهاء حال الفوضى الناجمة عن تدفق آلاف الفلسطينيين من قطاع غزة الى مصر، فأعلنت اغلاق الحدود وحددت مهلة لعودة الفلسطينيين بحلول مساء أمس، في وقت أعربت اسرائيل عن مخاوفها من"احتمال تسلل مخربين وتهريب اسلحة من مصر الى القطاع"، داعية القاهرة الى تحمل مسؤولياتها، والسلطة الى اتخاذ اجراءات سريعة لوقف الفوضى. راجع ص4 و5 وشهدت المنطقة العازلة بين قطاع غزة ومصر والمعروفة ببوابة صلاح الدين ممر فيلادلفي في رفح امس حركة عبور كثيفة في الاتجاهين، رغم اعلان المنطقة مغلقة منذ انسحاب الجيش الاسرائيلي منها الاثنين الماضي ثم اعلان السلطة الفلسطينية اغلاقها. واجتاز عشرات الفلسطينيين والمصريين الممر للقاء اقاربهم في العائلات الموزعة بين شطري رفح الفلسطينية والمصرية. ولساعات معدودة، تحولت رفح المصرية الى سوق تجارية لاهالي غزة الذين اشتروا منها كل ما يخطر بالبال من اقفاص الدجاج الى السلع الكهربائية والسجائر. وتمتد بوابة صلاح الدين على طول 14 كيلومترا من طريق ترابية يحيط بها جدار نصفه اسمنتي والاخر حديد، وفيه ست فتحات ترك بعضها الاسرائيليون واستحدث بعضها الآخر عبر قص الحاجز. وفي مقابله على الجانب المصري وعلى بعد 20 متراً، يقف جدار ارتفاعه 150 سنتمترا يعلوه سياج شائك وفيه فجوات عدة عبر منها الفلسطينيون. الا ان تدفق الفلسطينيين الى المناطق المصرية توقف في المناطق التي انتشرت على طولها القوات الفلسطينية مثل حي البراهمة وتل زعرب وحي البرازيل. وذكر شهود ان ناشطين في"حماس"فتحوا بالمتفجرات فجوة في الجدار الاسمنتي الذي اقامته قوات الامن الفلسطينية على الحدود بين مصر وغزة لمنع عمليات التسلل. الا ان الناطق باسم"حماس"سامي ابو زهري نفى ان تكون لحركته علاقة بتفجير الجدار. وفي وقت لاحق، اغلقت الشرطة الفجوة، لكن ذلك لم يوقف تدفق الفلسطينيين عبر فتحات أصغر حجما في الجدار. وكانت اسرائيل احتجت على الفوضى عند الحدود، وأعربت عن بالغ قلقها من"احتمال تسلل مخربين وتهريب اسلحة من مصر الى القطاع"، وقالت الاذاعة العبرية ان مكتب وزير الدفاع شاؤول موفاز اجرى اتصالات في اليومين الاخيرين مع جهات امنية اميركية ومصرية وطالبها باتخاذ اجراءات سريعة ل"وقف الفوضى". كما منعت اسرائيل مواطنيها والصحافيين من العبور اليه عبر"معبر ايرز"حتى اشعار اخر. وسارع الجانبان الفلسطيني والمصري الى اتخاذ اجراءات لوقف تدفق الفلسطينيين على مصر، وابلغت السلطة الجانب المصري باغلاق الحدود ليل الثلثاء - الاربعاء والسماح للعائدين فقط بالمرور، وحددت مهلة لعودة الفلسطينيين في الساعة السادسة مساء بالتوقيت المحلي الثالثة بتوقيت غرينتش. وقال مسؤول أمني مصري ان الفلسطيني الذي لا يعود في الوقت المحدد سيرحل ويسلم الى الجانب الفلسطيني بوصفه متسللاً. في الوقت نفسه، أعلنت السلطة انشاء لجنة وزارية مصرية - فلسطينية، مشيرة الى ان رئيس الحكومة احمد قريع سيتوجه الى مصر في اليومين المقبلين لاجراء محادثات في شأن التحديات المرتبطة بفتح المعبر والقضايا الحدودية المشتركة وسبل مراقبة الحدود بشكل مشترك ومنظم. وفي ظل هذه الفوضى، رجحت مصادر امنية حدوث عمليات تهريب للاسلحة والمخدرات. وفيما اعلن مصدر امني مصري اكتشاف نفق بين رفح المصرية ورفح الفلسطينية والعثور بداخله على"ثلاثة صواريخ آر بي جي و280 قذيفة صاروخية و35 بندقية آلية و115 مشط رصاص"، قال مسؤول امني فلسطيني انه تم ضبط سيارتي نقل محملتين بحشيشة الكيف وبعض الاسلحة. وذكرت المصادر الأمنية ان عمليات التهريب خفضت اسعار الاسلحة بنسبة 60 في المئة، وهو ما اكده تاجر سلاح في غزة قال ان سعر البندقية انخفض من 1977 دولاراً الى 1300 دولار، وان الرصاصة تباع الان بأقل من دولار، علما ان سعرها كان اربعة دولارات، وان المسدس الايطالي الذي كان ثمنه 3500 دولار اصبح ب400 دولار. واعادت هذه القضية طرح مسألة نزع السلاح، واعلن مسؤول فلسطيني امس ان الرئيس محمود عباس ابو مازن سيعمل على نزع سلاح المجموعات المسلحة بعد الانتخابات التشريعية الفلسطينية في كانون الثاني يناير في اطار خطة لفرض النظام في غزة، وهو أمر رفضته"حماس". وفي موازاة ذلك، شن رئيس الوزراء الاسرائيلي آرييل شارون حملة ضد"حماس"عشية وصوله الى نيويورك ولقائه الرئيس جورج بوش، مطالباً السلطة الفلسطينية بتنفيذ التزاماتها ونزع سلاح هذه الحركة وحركة"الجهاد الإسلامي".