كشف رئيس الوزراء الفلسطيني أحمد قريع في ختام اجتماع للحكومة برئاسة الرئيس محمود عباس في مدينة غزة أمس، أنه تم تحديد ثمانية مواقع لتأمين الانسحاب من غزة سيعين في كل منها مسؤول كبير على مستوى وزير لتولي ادارة الشقين الأمني والمدني في هذه المواقع ويشكل المرجعية لها جميعاً. وقال أنه في الجانب الأمني هناك"استعدادات جيدة وتدريبات في طورها الأخير، وستكون العملية كما نتوقعها ويتوقعها الشعب الفلسطيني، وسنحتفل في كل الوطن الفلسطيني ليس هنا في غزة فقط وشمال الضفة، بل في كل الوطن". جاء ذلك خلال اجتماع عقده مجلس الوزراء للبحث في عملية الانسحاب الإسرائيلي من مستوطنات قطاع غزة وأربع مستوطنات شمال الضفة الغربية، وقبل ساعات قليلة على بدء عملية الاخلاء الطوعي للمستوطنين رسمياً ليل الأحد - الاثنين. وقال رئيس الوزراء في تصريحات انه تم البحث مع الرئيس في موضوع عملية استلام ما هو موجود على أراضي المستوطنات، إضافة إلى مشاركة التنظيمات الفلسطينية ومندوبين عنها في لجان الاستلام. وأضاف أنه تم الحديث عن وجود طرف ثالث، مشيراً إلى توجيه رسالة إلى مبعوث اللجنة الرباعية لعملية الانسحاب جيمس ولفنسون لينتدب أحداً حتى تكون كل هذه القضايا منسقة بشكل صحيح. ونوه إلى أن الاجتماع تطرق إلى مستوطنة"نتساريم"حيث ستكون الأراضي ملكاً للشعب الفلسطيني وحيث ستقام ملحقات الميناء الفلسطيني، كما أن مستوطنة"موراغ"ستبنى عليها مدينة الشيخ خليفة بن زايد. ودعا الجميع إلى الاستعداد، موضحاً أن الأمور تسير بتفاهم ووحدة وطنية باتجاه عملية تنظيم واستلام الأرض الفلسطينية التي التهمها الاستيطان في قطاع غزة وشمال الضفة. ووصف هذه العملية بأنها خطوة على طريق تنفيذ خطة"خريطة الطريق"وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس إلى جانب دولة إسرائيل، مشيراً إلى أن كل الترتيبات تجري على قدم وساق، وأن الجانب المدني مستكمل تقريباً وشكلت طواقم لعملية الاستلام والتسليم كخطوة أخيرة في عملية التحضيرات الجارية. إلى ذلك، عقد الرئيس عباس اجتماعاً في مدينة غزة أمس مع عدد من المسؤولين الفلسطينيين للبحث في مسألة أراضي الدولة والتعديات عليها وعلى أراضٍ وقفية. انتشار للشرطة الفلسطينية من جهة اخرى، قال مسؤول امني فلسطيني انه في اعقاب محادثات مع مسؤولين عسكريين اسرائيليين، بدأت قوات الامن الفلسطينية امس بالانتشار قرب المستوطنات في قطاع غزة من اجل ضرب طوق امني لمنع الناشطين من شن هجمات خلال الانسحاب، ومنع الفلسطينيين من اقتحام المستوطنات بعد اخلائها لمنع عمليات النهب ووضع اليد على الاراضي. واوضح ان السلطة تعتزم ارسال ما يصل الى 7500 من رجال الامن للقيام بأعمال المراقبة حول الجيوب اليهودية في غزة، بما في ذلك قرب الحدود بين مصر وغزة. واكد وزير الداخلية الفلسطيني اللواء نصر يوسف للصحافيين في مدينة غزة ان"القوات ستستكمل انتشارها اليوم الاحد". واضاف انه سيبحث في لقائه الذي كان مقرراً مع وزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز مساء امس في تل ابيب"موضوع الخريطة التي توضح خطة انتشار قوات الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي والبدء في عملية الانسحاب في المرحلة المقبلة بالاستلام والتسلم". وكان انتشار القوات الفلسطينية تأجل لساعات بسبب حادث اصيب خلاله جنود اسرائيليون"بنيران صديقة". وقال الجيش الاسرائيلي ان ناشطاً فلسطينياً اطلق النار قرب مستوطنة"كفار داروم"وان الجنود الاسرائيليين ردوا بإطلاق النار، مضيفاً ان دبابة اطلقت نيرانها على المبنى الذي كان المسلح يختبئ فيه فأصابته بقذيفة وجرحت الجنود الذين كانوا في عربة مدرعة قريبة. وكان من بين الجنود المصابين ضابط اسرائيلي. وفي هذا الصدد، عقد بعيد ظهر امس اجتماع بين القادة الميدانيين الاسرائيليين والفلسطينيين بناء على طلب الجانب الاسرائيلي عند معبر ايريز بيت حانون شمال القطاع. وقال الناطق باسم وزارة الداخلية الفلسطينية توفيق ابو خوصة:"قررنا بالتنسيق مع الجانب الاسرائيلي تأجيل اعادة الانتشار لساعات بسبب اصابة جنود اسرائيليين وطلب الجانب الاسرائيلي عقد اجتماع مع القادة الميدانيين لبحث الوضع". واضاف ان الجيش الاسرائيلي اغلق حاجزي ابو هولي والمطاحن الرئيسيين اللذين يفصلان جنوب قطاع غزة عن شماله"ما ادى الى عرقلة عملية الانتشار".