دعا الاتحاد الأوروبي الدول الغنية الى زيادة معونات الانماء وفتح اسواقها امام البلدان النامية. وأطلق الاتحاد الدعوة عشية افتتاح القمة العالمية في نيويورك. واعتبر رئيس المفوضية الأوروبية مانويل باروزو زيادة معونات الانماء والتجارة معيار نجاح القمة العالمية التي ستبحث أهداف الألفية للتنمية. وذكر باروزو في مؤتمر صحافي عقده امس الاثنين في بروكسيل، قبل سفره الى نيويورك، بان 25 الفاً يموتون كل يوم جراء المجاعة، ووصف الوضع"بالفضيحة"لأن الموارد متوافرة لانقاذهم. ويقترح الاتحاد الأوروبي فتح الأسواق امام منتجات كل البلدان الفقيرة باستثناء منتجات الأسلحة، والعمل على الغاء دعم الصادرات الزراعية ومضاعفة معونات الانماء بين 2004 و 2010. وتشمل أهداف الألفية للتنمية خفض عدد الذين يعيشون بدولار واحد في اليوم بنسبة 50 في المئة بين 1990 و 2015، وخفض عدد السكان الذين يعانون من المجاعة بنسبة 50 في المئة خلال الفترة نفسها، وتوفير خدمات التعليم وفرص المساواة بين المرأة والرجل، وخفض وفيات الأطفال بنسبة الثلثين، والقضاء على الأوبئة التي تفتك بالسكان الفقراء مثل مرض فقدان المناعة إيدز. وتقضي الخطة بزيادة معونات الانماء، بحسب تقديرات الأممالمتحده، الى نسبة 0,7 في المئة من الناتج المحلي الخام للبلدان الغنية. ويدعم الجانب الأوروبي جهود الأممالمتحدة من أجل معاودة التأكيد على تحقيق أهداف التنمية وتوفير الموارد اللازمة لذلك. الا ان الولاياتالمتحدة تعترض على تحديد الأهداف لتفادي الالتزام بتقديم معونات مالية محددة. ويتألف وفد المفوضية الى نيويورك من الرئيس باروزو ومسؤولة العلاقات الخارجية بينيتا فيريرو ومفوض التنمية لويس ميشيل. وحذر الأخير من عواقب التأخر عن انجاز خطة زيادة معونات الانماء. وقال لويس ميشيل"هناك حاجة الى الاسراع في وتيرة انفاق معونات الانماء وفتح الأسواق على الصعيد العالمي". وكانت البلدان الغنية الثماني اتفقت في شهر تموز يوليو الماضي في كلين ايغيل اسكوتلندا حول شطب ديون 18 بلداً من ضمن البلدان الأكثر فقراً، ووعدت بزيادة معونات الانماء الى 50 بليون دولار في حدود عام 2010. ودعت القمة في حينه الى انجاح مفاوضات تحرير التجارة العالمية دورة الدوحة حتى تستفيد البلدان النامية من فرص التجارة. وتنتقد بعض الأوساط في الادارة الأميركية والبلدان النامية سياسات دعم الصادرات الزراعية الأوروبية. ويرد رئيس المفوضية الأوروبية من ناحيته بأن الاتحاد الأوروبي يوفر أكثر من نصف معونات الانماء في العالم ويستوعب القسط الأكبر من صادرات الدول النامية من المنتجات الزراعية. وتقدر معونات المفوضية وحكومات بلدان الاتحاد بنسة 55 في المئة أو 33 بليون دولار في 2004. وينتظر ان تتضاعف الى 66 بليوناً في 2010. وتحتاج البلدان النامية الى معونات الانماء للمساعدة على مكافحة الفقر وتحتاج أيضاً الى معونات التنمية لتمويل مشاريع البنى التحتية الضرورية لجذب الاستثمارات المباشرة ولتنقّل البضائع والأشخاص والخدمات. ووعد الاتحاد الأوروبي في اجتماع البلدان الغنية بتقديم بليون دولار لتمويل مشاريع البنى التحتية في البلدان النامية مثل بلدان الساحل الافريقي التي سجلت مساهمتها في التجارة العالمية خفضاً حاد من 3 في المئة في 1950 الى 1 في المئة حالياً. وتتمتع صادرات البلدان النامية نحو السوق الأوروبية بامتيازات الاعفاء الجمركي وفق نظام الأفضليات المعممة. وقال الرئيس باروزو، عشية افتتاح القمة العالمية في نيويورك، بان نظام الأفضليات الأوروبي يوفر امتيازات أكثر بالنسبة للبلدان النامية من الامتيازات التي توفرها الأنظمة الشبيهة في اليابانوالولاياتالمتحدة. ويؤكد رئيس المفوضية بان اصلاحات السياسة الزارعية المشتركة للبلدان الأوروبية أدت الى خفض المعونات المباشرة. ويبحث الاتحاد الأوروبي وكبار مصدري المنتجات الزراعية آفاق تحرير تجارة المنتجات الزراعية في اطار مفاوضات دورة الدوحة. وتستوعب السوق الأوروبية 80 في المئة من صادرات الزراعة الافريقية. وقال باروزو ان"حجم المنتجات الزراعية الافريقية التي ستدخل السوق الأوروبية تفوق حجم الصادرات نحو أسواق البلدان الغنية الثماني زائد استراليا ونيوزيلاندا". ويرجح مراقبون ان تشهد القمة العمالية جدلاً حاداً بين دعاة فتح الأسواق بدلاً من زيادة الانماء وساحة للمزيادة بالارقام بين البلدان الأوروبية التي توفر القسط الأكبر من معونات الانماء والولاياتالمتحده التي ترفض تحديد اهداف دقيقة حتى لا تتقيد بواجب زيادة المعونات. وقال رئيس المفوضية إن"الأمر يتعلق بحياة الآلاف الذين يموتون كل يوم 25 الفاً جراء المجاعة وافتقاد مياه الشفة"مضيفاً انها"فضيحة"في عالم تكدس الثروات والأرباح.